Loader
منذ سنتين

نصيحة لبعض النساء اللاتي يلبسن لباساً غير محتشم وحجاب زينة


  • فتاوى
  • 2022-01-05
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (8340) من المرسلة السابقة، تقول: أدرس في معهد خلال فترة وجيزة، وخلال الدراسة أرى أن بعض النساء يلبسن لباساً غير محتشم لدرجة أن بعضهن تأتي ووجهها مكشوف، كما أن الحجاب في نفسه زينة نظرا لارتدائهن لبعض الملابس التي فيهن فتنة، أحضرنا نشرات وغير ذلك من الكتيبات، ووضعناها في الصالة الرئيسة، ولكن لا فائدة. نرجو أن تدلونا على نصيحة وتوجيه للتعامل معهم.

الجواب:

        يقول الرسول : « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه »، والإنسان عندما يغير المنكر بحسب استطاعته، هو يفعل سببا، وكون هذا السبب يترتب عليه أثره، وهو زوال المنكر أو يترتب عليه بعض أثره، وهو تخفيف هذا المنكر، هذا ليس إلى الشخص المغير، إنما هو مأمورٌ بفعل السبب، وأما المسبب وهو حصول الأثر فهو ليس بمكلف به، ولهذا قال الله -جل وعلا- لنبيه محمد : {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}[1]، ومعنى ذلك أنك تدعو الناس إلى دين الله، ولكنك تدعوهم بهداية الدلالة والإرشاد كما في قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[2]، لكن حصول أثر هذه الدعوة والأثر هو هداية التوفيق والإلهام، هذا أمر راجع إلى الله -جل وعلا- ولهذا عندما ننظر إلى نوح -عليه السلام- نجد أنه لم يستطع هداية ابنه، ولم يستطع هداية زوجته؛ لأنها كانت كافرة، ولوط u لم يستطع هداية زوجته؛ لأنها كافرة، وزوجة فرعون كانت مؤمنة، ولم تستطع هدايته هداية التوفيق والإلهام، والرسول قال لعمه، وهو محتضر قال: يا عم، قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله، وعنده بعض كفار قريش، فرفع رأسه إليهم، فقالوا له: أترغب عن ملة عبد المطلب، فمات على ملة عبد المطلب، يعني مات مشركا، فقال الرسول : « لأستغفرن لك ما لم أنه عنك » وقال الله -جل وعلا-: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}[3]. وقال الله له أيضا: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}[4].

        وبناءً على ذلك، فإن المسلم سواء كان داعية أو كان والي حسبة فإنه يدعو الناس إلى الخير، ومن رأى منكراً في بيته، في زوجته، في ولده ، في جاره، أو عنده في العمل موظف في مدرسته وهو يدرس، إلى غير ذلك؛ لأن الرسول قال: « من رأى منكم منكراً »، وكلمة (من) هذه من صيغ العموم، يندرج تحتها كل شخصٍ رأى المنكر، وهو يستطيع أن يغيره بإحدى الدرجات التي رتبها الرسول .

        فهذه السائلة وأمثالها عليهن الدعوة إلى الله، وبيان المنكر، أما كون المنكر يتغير فهذا ليس إليها، فالأجر كامل بإذن الله -جل وعلا- والشخص الذي يبين له أن هذا منكر، وأصر على الاستمرار عليه، يكون آثماً من جهة الأصل، ويكون آثماً من جهة الاستمرار؛ لأن هذا قد يكون كبيرة، وقد يكون صغيرة، فإذا كان كبيرة، فلا إشكال وإذا كان صغيرة فالإصرار على الصغيرة يحولها إلى كبيرة، وبالله التوفيق.



[1] من الآية (56) من سورة القصص.

[2] من الآية (52) من سورة الشورى.

[3] من الآية (113) من سورة التوبة.

[4] من الآية (56) من سورة القصص.