Loader
منذ سنتين

أنا أتخبّط في الهوى، أرشدوني إلى ما يهديني إلى الصراط المستقيم وادعو لي بالتوفيق والهداية


  • فتاوى
  • 2022-02-08
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (10892) من المرسل السابق، يقول: أنا أتخبّط في الهوى، أرشدوني إلى ما يهديني إلى الصراط المستقيم وادعو لي بالتوفيق والهداية.

الجواب:

        الشخص تتنازعه عوامل ؛ من هذه العوامل : النفس الأمارة بالسوء، ومنها الهوى المذموم، ومنها اتباع شيطان الجن، ومنها اتباع شيطان الإنس، ومنها قرناء السوء، ومنها الانغماس في ملذّات الحياة وعدم الاهتمام بأمور دين الإنسان.

        فلا بد أن الشخص عندما يحصل عنده شيء مما ذكره السائل أن يبحث عن السبب الذي نشأ عنه هذا الأمر ويعالج هذا السبب، فإن كان ناشئاً عن اتباع النفس الأمّارة بالسوء فإنه يخالفها.

        وإذا كان ناشئاً عن الهوى المذموم فإنه يخالفه؛ وهكذا بالنسبة لبقية الأسباب؛ لأن بعض الناس تؤثر عليه هذه الأسباب في باب الأمر، وتؤثر عليه في باب النهي؛ فتجده في باب الأمر يتهاون بأوامر الله إما من جهة أصلها، أو من جهة كيفيتها، أو من جهة كميتها، أو من جهة زمانها، أو من جهة مكانها؛ بمعنى: إن العبادة مثل الصلاة تجد بعض الناس لا يُصلي أصلاً، أو أنه يُصلي لكن كصلاة المسيء يكون هذا نقص من ناحية الكيفية، وقد يؤخرها عن وقتها، وقد يصليها في البيت مع قدرته على الصلاة في المسجد، فينشأ عنده قلق نفسي بسبب هذه المعصية؛ ولكنه لا يدرك أن هذه المعصية هي السبب فيما حصل عنده.

        وهكذا بالنظر إلى سائر الأمور التي أمر الله بها وبخاصة على سبيل الوجوب؛ وكذلك بالنسبة للنهي تجد بعض الناس يستعمل اللواط، أو يستعمل الزنا، أو يستعمل شرب الخمر، أو غير ذلك من الأمور المحرمة، ويكون استعماله هذا هو السبب في حصول هذا القلق النفسي عنده، وحصول عدم الاطمئنان؛ ولكنه لا يدرك أن هذا الأمر الذي حدث عنده ناشئ عن السبب الذي ارتكبه.

        فعلى كل شخص يقع عنده شيء من هذا أن يبحث عن السبب ويعالج نفسه من ناحية هذا السبب، ولا فرق في ذلك بين أن يكون السبب من جهة الأمر، أو أن يكون السبب من ناحية النهي. وبالله التوفيق.