ما الطريقة التي تتم بها الرؤية في المملكة وما الذي يترتب عليها من إعلان؟ وما الجهة التي تعلن؟ وكيف يتم التوثيق؟
- أقسام الحكم الشرعي
- 2022-04-27
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (11422) من عدة مرسلين، حول مسألة: كيف تتم رؤية هلال رمضان في المملكة العربية السعودية؟ نرجو شرح الطريقة التي تتم بها الرؤية. وما الذي يترتب عليها من إعلان؟ وما الجهة التي تعلن عن ذلك؟ وكيف يتم التوثيق؟
الجواب:
من المعلوم أن الأدلة ثلاثة أصناف:
الصنف الأول: أدلة مشروعية الأحكام.
والصنف الثاني: أدلة وقوع الأحكام.
والصنف الثالث: أدلة إثبات الأحكام.
فأما الصنف الأول: فهو أدلة القرآن وأدلة السنة وما يرجع إليهما من الأدلة؛ كالإجماع، والقياس، وغيرهما من الأدلة التي ذكرها الأصوليون.
والصنف الثاني: أدلة وقوع الأحكام، الأحكام المقصودة هنا، هي: الأسباب، والشروط، والموانع. والرابع مختلف فيه هل يلحق بها أم لا وهو العلة.
والمقصود بوقوع الأحكام هنا: هو التحقق من الوسائل التي يثبت بها السبب؛ وذلك من أجل أن يبنى عليه الحكم الشرعي؛ وكذلك الوسائل المستخدمة لإثبات الشرط، وكذلك الوسائل المستخدمة لإثبات المانع، وكذلك على القول بأن العلة من الأحكام هنا الوسائل التي تعرف بها العلة.
وأما أدلة إثبات الأحكام: فهي التي يستخدمها القضاة من البينات والإقرار وغيرها، وهو معلوم.
بناء على ذلك هذه المسألة لها علاقة بأدلة وقوع الأحكام، ولها علاقة بأدلة إثبات الأحكام.
فمن المعلوم أن الله -سبحانه وتعالى- جعل وجوب الصيام، ووجوب الفطر في رمضان جعله مرتباً على الرؤية.
والرؤية هي وسيلة. والوسائل المستخدمة للرؤية المقوية للتحقق من الرؤية؛ كلّ هذه تستخدم من أجل تحقق هذا الشرط، وهو حصول الهلال.
وهذه البلاد بلاد تحكم بما أنزل الله. وفي هذه المسألة تبني دخول شهر رمضان وخروجه على الرؤية. والرؤية من ناحية إثباتها ومن ناحية عدالة الأشخاص الذين رأوا، هذا يرجع إلى المجلس الأعلى للقضاء، هو الذي ترِد إليه الشهادات من الأشخاص الذي رأوه في أنحاء المملكة؛ سواء كانت من جهة الدخول، أو من جهة الخروج.
وعندما تتوفر لديهم الأمور المثبتة للرؤية، وتنتفي الموانع التي تمنع من هذا الاعتبار؛ فحينئذ يقومون بإعلان ذلك: تعلنه الدولة في وسائل الإعلام.
وهذا المجلس لا يعتمد على الحساب الفلكي؛ لأن هذا استبدال بأمر ظني عن أمرٍ جعله الشارع طريقاً لإثبات دخول الشهر وخروجه: « إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوماً »[1] هذا بالنسبة للدخول.
فالمقصود: أن هذه الدولة تبني دخول شهر رمضان وخروجه على كتاب الله، وعلى سنة رسوله ﷺ. ولها جهة اختصاص. وبالله التوفيق.
[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الصيام، باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان ومن رأى كله واسعاً(3/25)، رقم(11900)، ومسلم في صحيحه، كتاب الصيام، باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال(2/760)، رقم(1080).