Loader
منذ سنتين

ما حكم الذين يطلّقون نساءهم ويتركونهن معلقات حتى لا تأخذ غيره؟


  • الطلاق
  • 2022-02-21
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (9913) من المرسلة السابقة، تقول: ما الحكم في الذين يطلّقون نساءهم ويتركونهن معلقات حتى لا تأخذ غيره ولا تختلط الأنساب كما يزعمون، فماذا تفعل المرأة في هذه الحالة؟

الجواب:

        الله -سبحانه وتعالى- شرع النكاح وشرع الطلاق. والطلاق تارة يكون الرجل هو السبب، وتارة تكون المرأة هي السبب، وتارة يكون السبب مشتركاً بينهما، وقد يكون السبب يناسب له الطلاق وقد لا يناسب؛ إلى غير ذلك من التفاصيل من حياة الناس.

        لكن الشيء الذي يمكن التنبه إليه، هو أن الله -جل وعلا- قال: {وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ}[1] فالإنسان عندما يتزوج المرأة له حقوقٌ وعليه حقوق، والمرأة لها حقوق وعليها حقوق، فكل واحدٍ يعرف ما عليه يؤديه للآخر، ويعرف ماله ويطلبه من الآخر، فلا يتعدى فيما عليه من ناحية المنع، ولا يتعدى فيما له؛ بمعنى: إنه يطلب أكثر من حقه؛ لأن بعض الرجال يتعاملون مع النساء أقل مما يتعاملون مع الوحوش ليس مع البهائم! مع الوحوش!

        ولهذا سبق أن سألتني امرأة قالت: إن زوجي لا يتصل بي إلا بعدما يضربني ضرباً مبرحاً. والثانية تقول: إن زوجي يقيد يديّ ورجليّ ويضعني في الشمس ويضربني ويضحك عليّ.

        فيه أمثلةٍ كثيرة من ناحية سوء تعامل الأزواج مع النساء، فالإنسان لا يجوز له أن يتعدى على حق المرأة، ولا يجوز للمرأة أن تتعدى على حق الرجل، وليعلم كل شخصٍ في هذا الباب أن الله -سبحانه وتعالى- يستجيب دعوة المظلوم، فإذا ظلم الرجل زوجته ودعت عليه، أو ظلمته هي ودعا عليها فإن الله -سبحانه وتعالى- يستجيب الدعوة. والنبي ﷺ قال: « ثلاث دعواتٍ مستجابات: دعوة المسافر، ودعوة المظلوم، ودعوة الوالد على ولده ».

        وأذكر مثالاً على هذا بالنسبةِ للوالد على ولده؛ حصل شجار بين ولدٍ ووالده، فقام الولد مغضباً، وخرج من الباب فقال الوالد: اللهم لا ترجعه، فضربته سيارة بعد خروجه من الباب، كانت السيارة مارة بسرعة وهو عند الباب بسرعة فضربته السيارة فمات في لحظته! فعلى الإنسان أن يتنبه إلى هذه الناحية؛ لأن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، فعندما يظلم شخصُ زوجته وتدعو عليه فإن الله -سبحانه وتعالى- يستجيب دعوتها. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (1) من سورة الطلاق.