حكم القصر والفطر في حق من يسافر أكثر أيام السنة
- الصلاة
- 2021-09-05
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1316) من المرسل س.ل.ع.غ، من الباحة، معشوقة. يقول: أسافر أحياناً، فأبدأ بالقصر والجمع أثناء سفري، مع العلم أن هذا السفر يستغرق أحياناً شهراً، وأحياناً أقل؛ لإنني سائق شاحنة، وعندما أعود إلى أهلي أصلي كل فرضٍ تاماً من أول فرضٍ يصادفني عند أهلي، فهل يجوز لي القصر والجمع أثناء السفر, حتى لو كنت أسافر أكثر أيام السنة أم لا؟ وهل صلاة الوتر واجبة علي كل ليلة حتى في السفر، أم إذا سهوت عنها مثلاً ليلةً ما، فليس علي قضاؤها؟
الجواب:
أولاً: إذا كنت سائراً في سفرك الذي يباح لك أن تترخص فيه برخص السفر، كأن يكون طويلاً عرفاً، وارتحلت قبل أن تزيغ الشمس، فإنك تؤخر صلاة الظهر، وتجمعها مع صلاة العصر وتقصرهما، فتصلي الظهر ركعتين بعد دخول وقت العصر، ثم تصلي العصر ركعتين بعدها.
وإذا ارتحلت بعد أن تزيغ الشمس، فإنك تقدم العصر وتصليها مع الظهر قصراً، تصلي الظهر ركعتين ثم تصلي العصر ركعتين، والأول يعبر عنه بأنه جمع تأخير، والثاني يعبر عنه بأنه جمع تقديم، وهكذا بالنسبة للمغرب والعشاء، فإذا ارتحلت قبل أن تغرب الشمس، فإنك تؤخر المغرب، وتصليها مع العشاء في وقتها، تصلي المغرب ثلاثاً ثم تصلي العشاء ركعتين، وإذا ارتحلت بعد غروب الشمس، فإنك تقدم العشاء مع المغرب في وقت المغرب، تصلي المغرب ثلاثاً، وتصلي العشاء ركعتين، هذا إذا كنت سائراً.
ثانياً: إذا كنت مقيماً، وكنت لا تدري متى تنقضي حاجتك، فإنك تقصر الرباعية ركعتين، وأما الجمع، فإن جمعت بين الظهر والعصر جمع تقديمٍ، أو جمع تأخير، وكذلك بين المغرب والعشاء، فليس في ذلك شيءٌ؛ لإن الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- جمع، وهو مقيم في غزوة تبوك[1]، وكذلك إذا كانت إقامتك أقل من أربعة أيام، فإنك أيضاً تقصر وتجمع كما سبق، وإذا صليت الظهر في وقتها, والعصر في وقتها قصراً، وكذلك صليت المغرب في وقتها، وصليت العشاء قصراً في وقتها، فهذا أيضاً ليس فيه شيء.
ثالثاً: إذا قررت الإقامة أكثر من أربعة أيام، فإنك لا تترخص برخص السفر، إذا قررت الإقامة في بلدٍ أكثر من أربعة أيام، فإنك لا تترخص برخص السفر.
رابعاً: إذا كنت تريد بقولك إنك إذا رجعت إلى بلدك تصلي الصلاة رباعيةً مثلاً، إذا كنت تريد بهذا أنك تقضي الصلوات التي صليتها في السفر قصراً وجمعاً، يعني أنك تقضيها، فهذا ليس بصحيح؛ لإن صلاة سفر تؤدى في السفر، وصلاة الحضر تؤدى في الحضر، فصلاتك هذه التي صليتها في السفر لا يجوز لك أن تعيدها إلا ما كان فيه خللٌ منها، إذا كان في شيء منها خلل، فإنك تعيدها، ولكنك تعيدها كاملة، إذا كنت تعيدها وأنت مقيم، فإنك تعيدها كاملة.
أما ما ذكرته من ناحية الوتر: فالرسول صلوات الله وسلامه عليه: كان يحافظ عليه حضراً وسفراً، فإن أوترت قبل طلوع الفجر، فهذا هو وقته، وإن لم تتمكن من الوتر قبل طلوع الفجر، فإنك تصليه ضحىً، بعد ارتفاع الشمس قدر رمح، إلا أنك لا تصليه ركعةً واحدةً، بل تشفع الركعة بركعةٍ ثانية، وإذا كنت تريد بالوتر أنك من الذين يحافظون على صلاة الليل، مثلاً تصلي خمساً، تصلي سبعاً، تصلي إحدى عشرة ركعة، منها الركعة الأخيرة هي الوتر، فإذا نمت عن هذا، فإنك تصليه بعد ارتفاع الشمس قدر رمحٍ، وأما بالنسبة للركعة الأخيرة التي هي الوتر، فإنك تشفعها بركعةٍ ثانيةٍ. وبالله التوفيق.
[1] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر(1/490)، رقم(706).