Loader
منذ 3 سنوات

حكم الذهاب لمن يسمونه بالسيد يكتب القرآن في ورقة للاستشفاء به


الفتوى رقم (105) من المرسل السابق، يقول: عندما يمرض الإنسان يذهبون به إلى سيد، فيعمل به السيد الآتي: يأخذ وعاء فيكتب فيه قرآن منه آية الكرسي والمعوذتان وسورة الإخلاص ويسكب فيه ماء فيسقونه للمريض، فهل هذا جائز أم لا؟ وفي بعض الأحيان يأخذ السيد ورقة، فيكتب فيها قرآنا فيربطها بخيط ثم يربطها في وسط المريض، فهل هذا جائز؟

الجواب:

        هناك أشخاص ينصبون أنفسهم للناس من جهة أنهم يقرؤون على المرضى، أو يكتبون شيئاً من القرآن، أو يكتبون أموراً أخرى لا يحبون أن يطَّلع عليها أحد من الناس، أو يكتبونها ويعلقونها على المريض. وهذه الأمور إذا كانت من القرآن رقية؛ يعني قراءة على المريض يُقرأ عليه شيء من القرآن ومن الأدعية المشروعة، فهذا ليس فيه شيء؛ لورود الأدلة الدالّة على ذلك، ولورود العمل به في عهد الرسول .

        وإذا كان الشخص يكتب شيئاً ليس من القرآن ولا من السنة بل يكتب أموراً شركية، ويعلقها على المريض، أو يكتب أموراً شركية في إناء ويجعل المريض يشربه، فهذا شرك بالنظر إلى أن فاعله يعتقد أن هذا ينفع من دون الله -جل وعلا-.

        وكذلك الشخص الذي يُكتب له هذا الشيء، إذا علم به أنه شرك واعتقد أنه حق، وأن هذا السيد بقراءته هذه أو بكتابته ينفع من دون الله، فهذا أيضاً شرك أكبر يخرج صاحبه عن ملة الإسلام.

        وإذا كان الشيء الذي يكتب من القرآن في إناء، ويشربه المريض، فأنا لا أعلم دليلاً صحيحاً ثابتاً عن الرسول لا من جهة القول، ولا من جهة الفعل، ولا من جهة التقرير يمكن أن يستدل به على مشروعية ذلك.

        وإذا كان الشيء الذي يكتب من القرآن ويعلّقه المريض، فهذا اختلف فيه العلماء، فمنهم من أجازه ومنهم من منعه، والمنع أقرب، بالنظر إلى أن فيه امتهاناً للقرآن من جهة أن الشخص الذي يعلقه قد يكون على حالات لا ينبغي أن يكون معه فيها قرآن، وقد يدخل محلات مستقذرة وهو حامل للقرآن، وهو لا يجوز له أن يحمله، هذا من جهة.

        ومن جهة أخرى أنه قد يكون ذريعة إلى تعليق ما لا يجوز تعليقه من جهة أنه شرك ومن القواعد المقررة في الشريعة سد الذرائع.

        والحاصل أنه ينبغي أن يتقيد بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله من الأدعية القرآنية ومن الأدعية النبوية، وتكون رقية يرقى بها المريض سواء رقى نفسه هو يعني دعا لنفسه أو رقاه أحد من إخوانه المسلمين، وبالله التوفيق.