Loader
منذ 3 سنوات

حكم الاحتفال بعيد المولد


  • فتاوى
  • 2021-06-16
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (228) من المرسل ي. من السودان، يقول: حضرت في خطبة الجمعة، وإذا الإمام يخطب ويقول: لا يجوز الاحتفال بعيد المولد، فهل هذا صحيح أم لا؟

الجواب:

        مسألة الاحتفال بمولد الرسول كثر الكلام فيها من جهات مختلفة، فمن الناس من يرى أنها لا شيء فيها، ومنهم من يرى أنها بدعة، والله -جل وعلا- بيّن لنا أنه إذا حصل التنازع في أمر من أمور، فإننا نرد هذا الأمر إلى كتاب الله وسنة رسوله ، فهذه المسألة إذا رددناها إلى كتاب الله وسنة رسوله وجدنا أن الله أمر بطاعته، وبطاعة رسوله ، وبطاعة أولي الأمر.

        وإذا نظرنا إلى الواقع في عهد الرسول ، ونظرنا إلى سنته، وجدنا أنه لم يعملها لأحد من أولي العزم (لنوح، إبراهيم، موسى، عيسى)
-عليهم السلام-، ولم يأمر بها أن تعمل له بعد موته.

        وإذا نظرنا إلى هدي خلفائه، أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي y مع أن هؤلاء صاروا خلفاء شريعة الله -جل وعلا-، وأقرب الناس إلى الرسول أبو بكر t، ومع ذلك لم يقم مولداً، أو عيد ميلاد للرسول ، وهكذا عمر من بعده رضي الله عنه ، وهكذا عثمان رضي الله عنه، وعلي رضي الله عنه، وهكذا الصحابة من بعدهم لم يعملوا شيئا للرسول ، ولم يعمله بعضهم لبعض، وهكذا التابعون، إلى آخر القرون المفضلة. وفي هذا كفاية للاقتداء، وقد ثبت عن رسول الله أنه قال: « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين »، فهذه سنته؛ يعني هذه سنة من جهة أنه تركها، وكذلك خلفاؤه وأصحابه كلهم أجمعوا على تركها، ولو كان فيها خير لسبقونا إليه؛ لأن الله أكمل لنا الدين، فقال تعالى: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا"[1].

        فلو كانت هذه المسألة من الدين وكان فيها خير لسبقونا إليها.

        وما يقال إن هذا فيه تعظيم للرسول ، وهذا دليل على محبته.

        فالجواب عن هذا: أن طاعة الرسول ، وتعظيمه ومحبته لا تكون بهذا الشيء؛ لأنه يطاع فيما أمر به، ويطاع فيما نهى عنه، فما أمر به يفعل، وما نهى عنه يترك.

        أما أنه يعظم بأمور ليست من الشرع أصلاً، فهذا يكون فيه مخالفة لهديه .

        فالحاصل من هذا الجواب: أنه لا يجوز إقامة الموالد؛ لأنها مخالفة لهديه ، وهدي خلفائه وصحابته والتابعين لهم بإحسان، وبالله التوفيق.



[1] من الآية (3) من سورة المائدة.