معنى هذه الآية قوله الله -تعالى-: "وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ"
- التفسير
- 2021-08-07
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (7369) من المرسلة أ.ع.س. من اليمن-صنعاء، تقول: قال الله تعالى: "وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ"[1]، أرجو التكرم بمعنى هذه الآية.
الجواب:
الله سبحانه وتعالى شرع أسباباً ينال بها العبد رضا الله، وبيّن أسباباً ينال بها العبد غضب الله -جل وعلا-، وتكون هذه الأسباب موجبة لعقوبة الله لعبده، فالأسباب التي ينال بها العبد رضا الله -جل وعلا- فعل ما أمر الله به وترك ما حرم الله، والأسباب التي ينال بها غضب الله ترك ما أوجب الله وفعل ما حرم الله، فإذا ترك الإنسان ما أوجب الله وفعل ما حرم الله -جل وعلا- فهذه أسبابٌ موجبةٌ للعقوبة من الله -جل وعلا-.
والعقوبة قد تكون دنيويةً فقط، وقد تكون أخرويةً فقط، وقد يجمع الله للعبد بين الأمرين، هذا من جهة. ومن جهةٍ ثانية أن العقوبة ليست محددة من ناحية الوقت ؛ لأن العبد لا يدري متى تقع العقوبة، وليست محددة من جهة المكان؛ فإنه لا يدري أين المكان الذي تقع العقوبة فيه، وكذلك لا يعلم عن نوعية هذه العقوبة، ولهذا يقول الله -جل وعلا-:"إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ"[2]، فهذا تحذيرٌ من الله -جل وعلا- لمن يخالف أمره ويرتكب ما حرمه، فهذا تحذيرٌ من الله -جل وعلا- لمن يخالف أمره ويرتكب ما حرمه، وهذا تحذيرٌ عامٌ للدنيا وللآخرة ، فعلى العبد أن يكون على حذرٍ دائماً وذلك بتجنب الأسباب الموجبة لغضب الله -جل وعلا-، والحرص على فعل الأسباب التي يكون فيها رضاً لله -جل وعلا-. وبالله التوفيق.