ما الطريقة الصحيحة لإقناع الآخرين بالصلاة أو الحجاب؟
- فتاوى
- 2021-12-12
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3632) من مرسلة لم تذكر اسمها من ليبيا، تقول: عندما أريد أن أقنع شخصاً بضرورة الصلاة، أو ضرورة الحجاب، ولكني لا أغيّر منهم شيئاً رغم جهدي في ذلك، أرجو نصحي على طريقة صحيحة تقنع الآخرين.
الجواب:
الشخص إذا كان يدعو إلى الله -جلّ وعلا-، ويكون عالماً بما يدعو إليه، ويكون سالكاً لأسهل الوسائل، ويستعمل مع كلّ شخصٍ وقع في أمر يحتاج إلى أن ينبّه إليه، وأن يُدعى إلى ترك هذا الأمر إذا كان محرّماً، أو أن يفعله إذا كان مشروعاً، فلا بدّ أن يكون الداعي على بصيرةٍ فيما يدعو إليه، ولا بدّ أن يستعمل الحكمة والموعظة الحسنة، كما قال تعالى: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"[1].
فالناس يختلفون: منهم الإنسان سهل الانقياد، ومنهم من يحتاج إلى مناقشة. وعندما يؤدي الداعي وظيفته مستخدماً الأسباب الشرعية، فقبول المدعو ليس إلى الداعي، فإبراهيم -عليه السلام- دعا أباه، وبيّن الله هذه الدعوة في القرآن؛ ولكن لم يقبل والده هذه الدعوة. ونوحٌ -عليه السلام- دعا زوجته، ودعا ابنه، ولوطٌ -عليه السلام- دعا زوجته، والرسول ﷺ قال لعمه أبي طالب الذي ساعده في دعوته وحماه عن المشركين: « يا عم، قل: لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله »،ومع ذلك لم يقبل هذه الدعوة، وقال الله لرسوله ﷺ: "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ"[2]، فالداعي يستمر في دعوته للمدعو، وليس عليه كون هذا المدعو يقبل هذه الدعوة أو لا يقبلها؛ لأن هذا الداعي قام بالوظيفة الشرعية التي تخصه، وأما القبول فهو إلى الله -جلّ وعلا-، ولا ييأس الشخص إذا دعا شخصاً مرةً أو مرتين أو ثلاثاً؛ بل يستمر، إلا إذا كان سيحصل عليه أذى عظيم، فإنه يكف في وقت الأذى. وبالله التوفيق.