Loader
منذ سنتين

من نال الشهادة في الشريعة بغية الوظيفة، هل يدخل في حديث الوعيد؟


  • فتاوى
  • 2022-02-09
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11087) من مرسل من مصر، يقول: ما قولكم فيمن نال الشهادة الجامعية في علوم الشريعة بغية الوظيفة، هل يكون داخلاً في حديث الوعيد؟ أم أن التوبة تنفع في ذلك؟ أم أن بحصوله على الوظيفة بهذه الشهادة يصبح كسبه منها حراماً؟

الجواب:

        من قواعد هذه الشريعة الأمور بمقاصدها. والإنسان عندما يؤسس نية وهو يطلب العلم، وتكون نية هذا الشخص طلب العلم للدنيا، فالله -سبحانه وتعالى- يعطيه على نيته، وإذا طلب العلم للدِّين فإن الله -سبحانه وتعالى- يعطيه على حسب نيته.

        وإذا أسس نية طلب العلم للدنيا، ثم تغيرت نيته من طلب العلم للدنيا وجعل طلب العلم للدِّين، فالله -سبحانه وتعالى- غفور رحيم. يتوب من نيته السيئة السابقة، ويشكر الله على نيته اللاحقة؛ ولكن عليه أن يعمل بالعلم الذي علمه أن يعمل به في نفسه، وأيضاً يدعو إلى هذا العلم، أو يدعو بهذا العلم الذي تعلمه، ويبدأ في أفراد أسرته وجيرانه. وإذا أمكن أنه يتكلم في المساجد في العلم الذي تعلمه مما يحتاجون إليه، فالله -سبحانه وتعالى- يقول: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[1].

        لكن قد يتعلم الإنسان العلم لينفع به المسلمين، ومن أجل أن يشتغل؛ لأن كثيراً من الأعمال لا يمكن للإنسان أن يوصل العلم الذي تعلمه إلا عن طريق الوظيفة، فإذا كانت الوظيفة تابعة، والأصل هو نفع المسلمين فلا بأس بذلك؛ أما إذا كان أن أمور الدنيا هي الأصل، وأن الدِّين هو التابع؛ فهذا هو الذي لا يجوز. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (125) من سورة النحل.