الفتوى رقم (12247) من المرسل السابق، يقول: ما حكم قبول الهدية؟ وهل كان الرسول ﷺ يقبل الهدية؟

 الجواب:

الرسول ﷺ هو أشرف الخلق، وإذا أهدي له هدية فإنه يقبلها؛ ولكن كان ﷺ يكافئ عنها. والرسول ﷺ قال: « من صنع إليكم معروفاً فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافئتموه »، ومن صنع المعروف الهدية.

لكن هناك أمر لابد من التنبيه إليه هنا في هذه المناسبة:

وذلك أن الشخص إذا كان له حاجة إلى شخص وهو رئيس عليه فإنه يعطيه هدية؛ والمقصود من هذه الهدية أنها وسيلة لحصول غرضه، وقد يتسامح عنه هذا المسؤول في أمرٍ لو لم يقدّم له هدية لم تسامح عنه؛ بمعنى: إن من آثار هذه الهدية استحلال حرام أو تحريم حلال، ولهذا كانت هدايا العمال غلول؛ مثل الأشخاص الذين يذهبون لجباية الزكاة ويقدم لهم هدايا؛ هذه الهدايا تتمكن من قلوبهم وقد يغضون النظر عن الشخص حتى لا يأخذوا منه زكاة أصلاً.

فالمقصود هو النظر في الهدية في المهدي وفي المهدى إليه وفي الهدف الذي دُفعت الهدية من أجله. وبالله التوفيق.