الفتوى رقم (2142) من المرسل ع. ع. م، يقول: في يوم الجمعة من كل أسبوع يحمل أحد المصلين صندوقاً خشبياً صغيراً يمر به بين المصلين الجالسين لأداء الصلاة، فيضع فيه المصلون ما يجودون به من مال، وتجمع هذه النقود وتصرف على المسجد، فما رأيكم في هذا العمل؟

الجواب:

 يقول الله جل وعلا: "نَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ"[1]، وعمارة المساجد تكون ببنائها وبعبادة الله فيها، وكل بلدٍ يختلف عن الآخر من جهة بناء المساجد، فقد يكون بناء المساجد من بيت مال الدولة، وقد يكون بناء المساجد من المُحسنين، وبخاصةٍ الدول التي لا تحكم بشرع الله ويوجد فيها أُناسٌ مسلمون يتعاونون فيما بينهم في بناء المساجد وفي ترميمها والأساليب التي تتخذ من أجل جمع المادة كثيرة، وهذا أسلوبٌ من الأساليب، وليس فيه محذورٌ شرعيٌ إذا كان الشخص الذي يجمع هذه النقود أميناً ويصرفها في وجهها الشرعي، فهذا يدخل في عموم قوله تعالى: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى"[2] وحسنٌ لو وُجد مثل هذا في بعض البلدان التي تحتاج مساجدها إلى ترميمٍ أو يحتاج المسلمون فيها إلى بناء بعض المساجد، قصدي من هذا هو وجود جهات أو جمعيات خيرية يكون من أهدافها جمع الأموال من المحسنين لبناء المساجد ولترميمها وصيانتها وما إلى ذلك، فلا شك أن هذا من أفضل الأعمال، وبالله التوفيق.