الفتوى رقم (3140) من المرسل السابق، يقول: وعدت فتاةً بالزواج، ولم يوافق أهلي على ذلك الزواج، فهل أغضب والدي لأجل الوفاء بهذا الوعد؟

الجواب:

 إن الشخص حينما يريد أن يقدم على أمر من الأمور، فينبغي له أن ينظر في المصالح المترتبة على هذا الإقدام؛ وكذلك المفاسد المترتبة على هذا الإقدام، فإذا كانت المصالح المترتبة على الإقدام راجحةً فإنه يقدم، وإذا كانت المفاسد هي الراجحة فإنه لا يقدم. وهذه المسألة التي ذكرها السائل الزوجة طرف ويترتب لها مصالح، ووالداه طرف ولهما مصالح، وهذا الرجل فيما بينه وبين أبيه وأمه، وفيما بينه وبين زوجته، إن أرضى زوجته أغضب أمه وأباه، وفي ذلك عقوقٌ لهما، وربما يترتب على ذلك قطيعةٌ منهما، قطيعة له، وقطيعة لزوجته، وقطيعة لأولاده منها؛ وكذلك قد يكون له إخوان وأخوات فيتبعون أباهم وأمهم في القطيعةـ وبذلك تتسع الشقة فيما بين هذا الرجل وبين أمه وأبيه. هذا في حالة إذا أرضى زوجته.

وأما إذا أرضى أمه وأباه، فإن هذا يترتب عليه أن يغضب زوجته؛ ولكنه يكسب أمه أباه، ويكسب أسرته، ويحافظ على الروابط فيما بينه وبينها، والزوجة بدلها زوجة؛ ولكن الأم ليس لها بدل، والأب ليس له بدل.

 وبناءً على ذلك فإنه يعدل عن الزواج بهذه البنت، ويبحث عن زوجةٍ أخرى ترضى بها أمه وأبوه. وبالله التوفيق.