Loader
منذ سنتين

كيف نجمع بين قول الله -تعالى-: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ} في مدحه لهم، وبين حديث: « إياكم والنذر فإنه لا يأتي بخير »؟


  • فتاوى
  • 2022-02-23
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (10310) من المرسلة السابقة، تقول: كيف نجمع بين قول الله -تعالى-: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ}[1] في مدحه لهم، وبين حديث: « إياكم والنذر فإنه لا يأتي بخير »[2]؟

الجواب:

        من الأسباب ما هو واجبٌ، ومن الأسباب ما هو محرمٌ، ومن الأسباب ما هو مندوبٌ، ومنها ما هو مكروهٌ، ومنها ما هو مباح. وبناءً على ذلك فإن الرسول ﷺ حينما قال: « إن النذر لا يأتِ بخير »؛ ذلك أن الإنسان قد يُلزم نفسه، وهذا إلزامٌ لنفسه بالسبب؛ مثل: الإنسان الذي يحلف، الحلف سبب؛ لكن قد يحلف ويضيق على نفسه؛ كمن حلف بأن يصوم سنةً كاملة، أو يتصدق ويذكر مالاً عظيماً، أو ينذر؛ فهذا نظراً إلى السبب. فالرسول ﷺ حينما نهى عن النذر هذا من جهة السبب؛ لكن عندما يقع ننظر في النذر هل يكون نذراً له أن يتحلل منه بكفارة اليمين: « من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصهِ »، وكذلك: « إني لأحلف على يمينٍ فأرى غيرها خيراً منها إلا أتيت الذي هو خيرٌ وكفرّت عن يميني » فثناء الرسول ﷺ هو من جهة المسبب ومن ناحية الوفاء، ونهيه هو من ناحية السبب؛ يعني يقول: اترك هذا السبب. لكن إذا فعلت هذا السبب وهو من الأمور التي يجب الوفاء بها فإنك توفي به ولا تتهرب منه. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (7) من سورة الإنسان.

[2] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب النذر، باب النهي عن النذر أنه لا يرد شيئاً (3/1261)، رقم(1639)، بلفظ: "عن النبي ﷺ أنه نهى عن النذر وقال: « إنه لا يأتي بخير، وإنما يستخرج به من البخيل ».