Loader
منذ 3 سنوات

ربته أخته بعد وفاة والدته، لكنها تعامل زوجها ووالدته معاملة قاسية حتى توفيا وأصبحت تعامله معاملة قاسية حتى خاصمها ورحل من عندها


  • فتاوى
  • 2021-08-05
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (7154) من المرسل م، سوداني مقيم بالمملكة، يقول: عندما توفيت والدتي تركتني مع شقيقتي الكبيرة منذ الثانية من عمري، قامت هي وزوجها بتربيتي منذ الصغر والحمد الله مرت السنين، وأصبحت تعامل زوجها معاملة قاسية جدا حتى أصبح مريضاً وتوفي -رحمه الله-. وإذا تحدثت معها حصلت مشكلة كبيرة فهي لا تسمع كلامي، وبعد وفاة زوجها أصبحت تعامل والدة زوجها معاملة قاسيةً جداً أشد من معاملة زوجها حتى توفيت هي الأخرى، وجاء دوري الآن وأصبحت تعاملني معاملة قاسية حتى خاصمتها ورحلت من عندها ولا يزال الخصام إلى الآن مستمراً ويدخل سنته الثانية، ماذا أفعل في هذه الحالة؟

الجواب:

        أما بالنظر لهذه المرأة فإذا كانت قد عملت سوءاً بالنظر لزوجها، وعملت سوءاً بالنظر إلى أم زوجها فالخصومة بينهما قائمة إلى يوم القيامة، وسيقفون عند الله -جل وعلا-، ويعطي كل ذي حقٍ حقه كما قال -تعالى-:"إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا"[1]، وكما قال -تعالى-: "وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ"[2] وكما قال -تعالى-: "وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا"[3]، ويقول -جل وعلا-:"وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)"[4].

         أما بالنظر لك أنت فأنت لا تزال على قيد الحياة، وأنت على الخيار إن شئت السماح عنها فإن الله سبحانه وتعالى يقول: "وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ"[5]، فإذا صبرت وغفرت لأختك فإن الله سبحانه وتعالى سيعطيك أفضل من الحق الذي لك لو أخذته منها يوم القيامة، وإن أبقيت الحق لم تسامح لها فهذا راجعٌ إليك أنت فأنت بالخيار؛ لكن السماح أفضل من البقاء على عدم السماح؛ هذا بالنظر إلى حقك عليها.

        أما إذا كان هذا السائل ليس بأخ للمرأة، الأمر واحد بالنظر إلى السماح من عدمه، أما بالنظر لك أنت فبإمكانك الدعاء لها، وبإمكانك إيصال الخير لها، فقد سئل الإمام أحمد سأله سائلٌ فقال: يا أبا عبد الله، كيف أسلم من الناس؟ قال: أحسن إليهم ولا تطلب منهم أن يحسنوا إليك، وتحمل إساءتهم ولا تسء إليهم، ولعلك تسلم". وبالله التوفيق.



[1] من الآية (40) من سورة النساء.

[2]  الآية (47) من سورة الأنبياء.

[3] الآية (49) من سورة الكهف.

[4]  الآيات (13- 14) من سورة الإسراء.

[5] الآية (43) من سورة الشورى.