رجل اكتسب مالًا حرامًا، ما كيفية التخلص منه؟ هل يتبرع به أم يتصدق به؟
- الزكاة
- 2022-01-01
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (8088) من المرسل م. م. من مصراعة - ليبيا، يقول: رجل اكتسب مالاً حراماً، ما كيفية التخلص منه؟ هل يجوز له أن يتبرع به لبناء مسجد أم يتصدق به على فقير؟
الجواب:
الله -سبحانه وتعالى- شرع أسبابَ الكسب المباح، وشرع موانع الكسب الحرام، والمكلف مأمورٌ بكسب المباح من وجوهه، ومحرّمٌ عليه كسب الأموال من الوجوه التي ليست بمشروعة.
ومما يؤسف له أن كثيراً من الناس في هذا الزمان لا يبالون في الكسب الذي يحصلون عليه هل هو من وجهٍ حلالٍ أو من وجهٍ حرام، فالميزان عندهم هو الحصول على أكثر قدرٍ ممكنٍ من الكسب بصرف النظر عن وجهه، سواءٌ كان ذلك عن طريق الربا، أو عن طريق الرشوة، أو عن طريق السرقة، أو عن طريق الغصب، إلى غير ذلك من الوجوه التي ذكرت في القرآن وذكرت في السنة.
ومن المعلوم أن الإنسان إذا كسب مالاً حراماً لا يجوز له أن يأكل منه، ولا يجوز له أن ينفق منه على أولاده وعلى زوجته، وكذلك لا يجوز له أن يتصدق به بناءً على أنه ملكه؛ لأن الله -جل وعلا- طيب لا يقبل إلا طيباً، وقد جاء في الحديث: « الحلال بينٌ، والحرام بينٌ، وبينهما أمورٌ مشتبهاتٌ لا يعلمهنّ كثيرٌ من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملكٍ حمى، ألا وإن حمى الله محارمه »، ومن محارمه الموانع التي جاء بيانها في القرآن وجاء بيانها في السنة، وهي مانعةٌ عن الكسب الحرام، وهي حدود، ولا يجوز للإنسان أن يتعدى هذه الحدود.
أما بالنظر إلى السؤال الذي سأل عنه هذا السائل، فإنه لا يجوز له أن يتملكه بأي وجه من الوجوه، وعليه أن ينفقه، لكنْه لا ينفقه في بناء المساجد أو في مدارس تحفيظ القرآن، وإنما ينفقه في وجوه أخرى، وذلك من أجل الخروج عن عهدته من جهة.
ومن جهة ثانية فإن بعض الناس -وقد يكون هذا الشخص منهم- يسعى في كسب الحرام ليتصدق به، ويقول: أنا أكسبه كالذين يتعاملون بالربا ويقولون: نحن لا نأكل الربا ولكننا نتصدق به، فلا يجوز للإنسان أن يستمر على كسب الحرام من أجل أن يتصدق به؛ لأن التوبة واجبة في حق من ارتكب ذلك؛ يعني من كسب مالاً محرماً، ومن شروط التوبة أن يعزم على عدم الفعل مستقبلاً.
وقد توسعت قليلاً في الإجابة ؛ لأني لاحظت من كثرةِ أسئلةِ كثيرٍ من الناس التساهلَ في الكسب الحرام، وقد ذكرت جملةً من الأمثلة فيما سبقت الإجابة عنه، وبالله التوفيق.