صحة حديث « من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله » وهل ينطبق على الدَين؟
- مقدمة في القواعد الفقهية
- 2022-05-10
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (11290) من المرسل السابق، يقول: سمعت حديثاً قبل ثلاثين عاماً وهو قوله ﷺ: « من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله »[1] فهل هذا حديث صحيح؟ وهل ينطبق على الدَّين؟
الجواب:
إذا نظرنا إلى قواعد الشريعة وجدنا أن هذا الحديث من حيث المعنى صحيح؛ لأن الرسول ﷺ قال: « إنما الأعمال بالنيات »، فالإنسان عندما يؤسس نية صادقة فإن الله -سبحانه وتعالى- يرتب على هذه النية الصادقة آثاراً حسنة، وإذا كانت النية فاسدة فإنه يترتب عليها أموراً فاسدة.
وإذا نظرنا إلى واقعنا مما يؤسف له وجدنا أن بعض الناس يسلك مسلك أخذ الأموال مع أنه لا يريد أداءها؛ مثل: بعض الأشخاص الذين يؤسسون شركات وهمية ويجمعون أموالاً وهم يعلمون في أنفسهم أهم سيأخذون هذه الأموال ولا يؤدونها إلى أصحابها؛ فلا شك أن هذه تكون نتائجها سلبية لا بالنسبة للشخص في الدنيا، ولا بالنسبة للشخص في الآخرة. وهذا بخلاف الإنسان الذي يأخذ أموال الناس لكن عنده نية الوفاء. لكن هذا إن يسر الله له الأداء في الدنيا وإلا فإن الله يتحملها عنه يوم القيامة فضلاً منه وإحساناً. وبالله التوفيق.
[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الاستقراض وأداء الديون والحجر والتفليس، باب من أخذ أموال الناس يريد أداءها(3/115)، رقم(2387).