Loader
منذ سنتين

أحياناً أتشاجر مع والديّ وأجادلهم، وسرعان ما أندم وأدعو لهما في السجود؛ ولكن لا أستطيع التوقف عن الشجار، فما نصيحتكم؟


  • فتاوى
  • 2022-03-07
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (12069) من المرسل السابق، يقول: أحياناً أتشاجر مع والديّ وأجادلهم، وسرعان ما أندم على هذا الفعل، وأدعو لهما في السجود؛ ولكن لا أستطيع التوقف عن الشجار، فما نصيحتكم؟

الجواب:

الله -سبحانه وتعالى- يقول: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)}[1]، وجاءت أدلة في القرآن تدل على توصية الولد بوالده حتى ولو كان مشركاً: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}[2].

فالواجب على الولد أن يتعلم كيف يتعامل مع أمه، كيف يتعامل مع والده، كيف يتعامل مع إخوانه، ولا يكون من الأشخاص الذين يتصرفون تصرفاً عشوائياً حتى إن منهم من يضرب أمه، أو يضرب أباه، أو يضرب أخاه الأكبر، مع أن الرسول قال: « حق كبير الإخوة على صغيرهم كحق الوالد على ولده ».

ولا يجوز للإنسان أن يرفع صوته على أمه وأبيه. وإذا كان الشخص يعرف أنه لا يملك نفسه عند الغضب فالواجب عليه أن يتجنب جميع الأسباب التي من شأنها أن تثير هذا الموضوع؛ هذا من جانب. ومن جانب آخر إذا أحس بهذا الشيء ابتداء فإنه يغير المكان ولا يستمر في المجادلة مع أبيه أو مع أمه؛ لأنه على حسب طبيعته التي ذكرها إذا قال والده كلمة فسيقول له عشراً، وقد يشتد النزاع إلى درجة تكون عاقبتها وخيمة. وبالله التوفيق.



[1] الآيتان (23-24) من سورة الإسراء.

[2] من الآية (15) من سورة لقمان.