معنى قوله تعالى (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ)
- التفسير
- 2021-08-30
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (964) من المرسل السابق، يقول: مامعنى قوله تعالى: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ؟
الجواب:
هذه الجملة جاءت في سياق وصف الله للمتقين، قال تعالى:"وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)"[1]، والكظم هو: الإمساك، والجمع للشيء، من ذلك: الكظم اجتراع الغيظ، والإمساك عن إبدائه، وكأنه يجمعه الكاظم في جوفه، وفي هذا دليل على أن الإنسان إذا حصل عليه من أحدٍ ما يكون فيه إساءةٌ إليه، أنه يكظم هذا الأمر، ولا يبديه لا لصاحبه، ولا لأحدٍ من أجل أن ينال ثواب الله جل وعلا.
ولا يكون الكظم كالغضب؛ لأن الغضب تظهر آثاره على الجوارح، وهذا بخلاف كظم الغيظ، فإن الكاظم للغيظ لا يتبين كظمه للغيظ على جوارحه، ومن هذا يُعلم أن الكظم يحتاج إلى قوة إرادةٍ في الشخص من أجل أن يخفيه في نفسه، وبهذا يكون له الأجر العظيم إن شاء الله تعالى، وبالله التوفيق.
المذيع: بالنسبة لمن غضب، لكنه لم يفعل شيئاً، وإنما تأثر في جوارحه وسكت؟
الشيخ: أنا في الجواب لم أتعرض لكون الذي غضب لا يُثاب، وإنما فرقت بين الكظم وبين الغضب من جهة الصورة، وأما من جهة الثواب، فهذا يرجع إلى ما يقوم في نية الشخص، سواءٌ أ كان كاظماً، أو كان غاضباً، وبالله التوفيق.