Loader
منذ سنتين

حكم شراء الحاجات ممن عرفوا بأكل الربا لعدم توفرها عند غيرهم


الفتوى رقم (1633) من المرسل م. ع من العراق - نينوى، يقول: يوجد في السوق بعض الدكاكين أصحابها آكلو الرِبا؛ أي: الفائدة، ونشتري منهم بعض الحاجات لعدم وجودها في السوق، فهل هذا حرام؟

الجواب:

مسألة فُشُّوِ الرِبا من المسائل التي كثُر وقوع كثيرٍ من الناس فيها، وليست من الأمور التي تَلتَبِس على الناس؛ لأن الربا ثابت تحريمه بالكتاب والسنة والإجماع، ويحصل بيانه من أهل العلم في وسائل الإعلام من إذاعة، ومن تلفاز، ومن صُحف، ومن مجلات؛ وكذلك أُلِّفَ فيه قديماً وحديثاً، والسائل يعرف أن الربا محرَّم؛ ولكنه يسأل عن التعامل مع الشخص الذي يتعامل بالربا.

 والتعامل معه إما أن يكون مُعِيناً له على التعامل بالربا، أو أنه لا يكون مُعِيناً:

 فإذا كان العقد الذي يجري بين شخصٍ وبين شخصٍ آخر يتعامل بالربا؛ ولكن هذا العقد لا يشتمل على ربا؛ فإن العقد صحيح.

 وأما إذا تعامل معه تعاملاً يترتّب عليه إعانته على الربا؛ فإن هذا داخلٌ في عموم المَنهِي عنه في قوله تعالى:"وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"[1]، ولا فرق في ذلك بين ما كان ربا، أو كان وسيلة إلى الربا؛ لأن من القواعد المُقرَّرة في الشريعة أن الوسائل لها حكم الغايات. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (2) من سورة المائدة.