Loader
منذ سنتين

هل قارئ القرآن له أجر؟ أم حافظ القرآن له أجر أكثر؟


الفتوى رقم (11357) من المرسلة السابقة، تقول: هل قارئ القرآن له أجر؟ أم أن حافظ القرآن له أجر أكثر؟

الجواب:

        أجور الأعمال تختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والأحوال والأقوال والأفعال والأشخاص؛ إلى غير ذلك من الأمور التي تكون منشئاً لتفاضل الأجور.

        فالشخص الذي يقرأ القرآن وهو على طهارة، ومستقبل القبلة، ويرتل القراءة. وشخص آخر يقرأ القرآن وهو على طهارة؛ ولكنه يسرع في القراءة. وشخص ثالث يقرأ القرآن وهو على غير طهارة ولا يرتل. وشخص يقرأ القرآن وهو ليس على طهارة ويسرع؛ فلا شك أنه يتفاوت أجرهم بحسب تفاوت الأعمال.

        ومثل الإنسان عندما يصوم في مكة يختلف أجره عن صيامه في بلده. ومثل ما نص الرسول ﷺ عن الصلاة في مكة، وفي مسجد المدينة، وفي بيت المقدس، ففي مكة جعلها مائة ألف صلاة، وفي المدينة جعلها ألف صلاة، وفي القدس جعلها خمسمائة صلاة. والله يقول: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)}[1]؛ يعني: العمل فيها خير من عمل ألف شهر، وألف شهر ثلاث وثمانون سنة وزيادة.

        الغرض أن الإنسان يحرص -بقدر الاستطاعة- على أن يكون عمله على أكمل وجه؛ وذلك من أجل أن يكون فيه قوة امتثال من العبد من جهة، وفيه حصول أجر عظيم من جهة أخرى. وبالله التوفيق.



[1] الآيات (1-3) من سورة القدر.