Loader
منذ سنتين

كيف يحافظ المسلم على الطاعات ويستمر عليها؛ خصوصاً بعد مواسم الخير كرمضان؟


  • فتاوى
  • 2022-02-13
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11469) من المرسلة السابقة، تقول: كيف يحافظ المسلم على الطاعات ويستمر عليها؛ خصوصاً بعد مواسم الخير كرمضان؟

الجواب:

        من المعلوم أن الإنسان في هذه الحياة يعيش مع ترتيب زمني، رتّبه الله -جلّ وعلا-، فبمجرد ما يتم يوم وليلة بمقدار أربع وعشرين ساعة، إذا انتهى هذا الوقت يُستأنف الوقت؛ وهكذا حتى تنقضي حياة الإنسان بالنسبة له.

        خلال أربع وعشرين ساعة يحتاج الإنسان إلى أن يعمل محاسبة لنفسه في هذه الفترة. وإذا نظرنا إلى الوظائف التي في هذه الفترة وجدنا أن هناك وظائف واجبة على الإنسان، وفيه وظائف متروك اختيارها له.

        فالوظائف الواجبة مثل الصلوات الخمس، الصلوات الخمس هذه ليس له خيار فيها؛ بل الواجب عليه أن يأتي بها كما شرع الله -جلّ وعلا-. وإذا جاء رمضان يؤديه؛ وهكذا.

        أما باب التطوع واسع من الرواتب التي بعد الصلاة؛ مثل: صلاة الضحى، ومن صلاة الليل، ومن الوتر؛ وكذلك بالنظر إلى باب التطوع في الصلاة؛ لأن بعض الناس يكون له تطوع زائد عن الرواتب.

        فخلال أربع وعشرين ساعة يقف الشخص ويحاسب نفسه ما موقفه خلال المدة الماضية مما أوجب الله عليه هل أداه على الواجب المطلوب؟ أم حصل فيه خلل؟ وإن كان حصل فيه خلل يمكن تداركه؛ كقوله ﷺ: « من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك ». وإذا كان لا يمكن تداركه فعليه أن يستغفر وأن يتوب إلى الله -جلّ وعلا-.

        ثم ينظر من نفسه من جانب آخر وهو التطوع الذي حصل منه من قراءة القرآن، ومن النوافل؛ وكذلك إذا كان من الناس الذين يصومون الإثنين أو الخميس، أو الأيام البيض، أو شهر الله المحرم وما إلى ذلك؛ وكذلك إذا كان ممن أغناه الله وتصدق.

        فالمقصود أنه ينظر خلال أربع وعشرين ساعة ماذا عمل. وإذا وقع في خطأ أو خلل يمكن تداركه فإنه يتداركه، وإذا لم يمكن تداركه ولم يشرع له بدل فإنه يستغفر.

        أما كون الإنسان يحصل عنده غفلة عظيمة مثل السهرات الآن، حيث يرتب نفسه على أنه على العمل الوظيفي والسهر مع الأصدقاء. السهر مع الأصدقاء الطريقة عنده أنه إذا جاء من العمل قبل العصر بقليل يتغدى وينام، ولا يصلّي العصر ولا المغرب ولا العشاء، ثم يذهب إلى رفقة السوء إلى الساعة الواحدة أو الثانية أو الثالثة ثم يرجع إلى البيت، وينام ولا يستيقظ إلا للدوام عند الساعة السابعة.

        بهذه الطريقة ما صلّى العصر ولا المغرب ولا العشاء ولا الفجر والظهر. لا ندري هل يصلّي في العمل أو لا يصلّي. فيه أشياء كثيرة يشغل الإنسان نفسه فيها ويفوت عليه ما أوجب الله عليه من جهة، ومن جهة أخرى يشغل نفسه في أمور ويفوت عليه خير عظيم من الأمور من باب التطوع.

        وعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول: « حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا... ».

        والله -سبحانه وتعالى- يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}[1] كيف تقي نفسك؟ لا يمكن أن تقي نفسك إلا باتباع أوامره واجتناب نواهيه.

        واعلم أنك في هذه الحياة في فترة امتحان، في فترة اختبار، هل تؤدي ما شرعه الله في حقك؟ أم أنك لا تؤديه أصلاً؟ أو أنك تؤديه مع وجود النقص من ناحية الكم أو من جهة الكيف؟ وكل شخص أعلم بنفسه من غيره من الناس. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (6) من سورة التحريم.