Loader
منذ سنتين

حكم من يقوم بحماية الأضرحة ويدعو الناس لزيارتها


  • فتاوى
  • 2021-12-04
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (2439) من المرسل ف. آ. ت من مصر، يقول: ما حكم الإسلام ممن يحمي الأضرحة ويدعو الناس لزيارتها؛ كضريح العوام، والشافعي، والجيلاني، وعبد السلام الأسمر، وغيرهم؟

الجواب:

بعض الناس تضيق عليه وجوه مصادر الرزق، فيبحث عن بعض الطرق التي يسلكها؛ من أجل أن يتحصّل على شيءٍ من الرزق، والذين يعملون هذه الأعمال يحمون الأضرحة من ناحية، وكذلك من ناحية إرشاد الأشخاص الذين يأتون إليها، وتنبيههم على ما يعملونه، وما يؤدون من الأقوال والأفعال والاعتقادات؛ يعني: قد يدلونهم على أنهم يسألونهم حوائجهم فيما لا يقدر عليه إلا الله، ولا شك أن هذا أمرٌ خطير؛ لأن هذا صرفٌ للناس عن عبادة الله -جلّ وعلا-، لا بالنسبة لدعاء المسألة، ولا بالنسبة لدعاء العبادة، فقد يؤدي الأمر إلى أنهم يدعونهم دعاء مسألةٍ، ويدعونهم -أيضاً- دعاء عبادة، ولا شك أن هذا شركٌ أكبر لا يجوز للإنسان أن يقدم عليه، ولا يجوز للإنسان أن يدعو الناس إلى أن يسلكوا هذا المسلك.

وعلى الجهة التي تحكم هذا القطاع أن تزيل هذه المنكرات، وإلا فإنها مسؤولةٌ أمام الله -جلّ وعلا-.

وعلى الأشخاص الذين يدخلون هذه المداخل أن يتقوا الله -جلّ وعلا- في أنفسهم، وأن يمتنعوا عن القيام على هذه الأضرحة، وعلى حمايتها.

 وعلى الأشخاص الذين يذهبون إلى هذه الجهة أن يمتنعوا عن الذهاب إليها.

وإذ أراد الإنسان أن يسأل شيئاً مما لا يقدر عليه إلا الله، فعليه أن يسأل الله -جلّ وعلا-؛ لأنه هو القادر على كلّ شيءٍ، كما قال تعالى: "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"[1]، فالله -جلّ وعلا- هو المتصرف في هذا الكون، وهو الفعّال لما يريد، وليس بين العبد وبين ربه واسطة.

علي بن أبي طالب لما سئل: كم بين السماء والأرض؟ قال: دعوةٌ مستجابة، فما على الإنسان إلا أن يوجه قلبه إلى الله -جل وعلا-، ويسأله حاجته، والله -جلّ وعلا- يقول: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"[2]؛ فعلى العبد أن يستقيم على أمر الله -جلّ وعلا-، وأن يسأل ربه ما يريده من الحاجات. وبالله التوفيق.



[1] الآية (26) من سورة آل عمران.

[2] الآية (186) من سورة البقرة.