تفسير قوله تعالى: "وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ"
- التفسير
- 2021-12-06
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (2624) من المرسل السابق، يقول: ما تفسير قوله تعالى: "وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ"[1].
الجواب:
المقصود من هذه الآية: أن الإنسان إذا عمل عملاً، وقال قولاً، أو فعل فعلاً، أو قصد شيئاً وأراد أن يفعله، وبذل الأسباب لفعله؛ ولكنه مُنع من ذلك، أو قدر على أمر محرم وتركه لوجه الله -جلّ وعلا- بعد القدرة عليه، فهذا تُكتب له هذه الأعمال، تكتب في صحائف أعماله.
وقوله: "وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ"[2]؛ يعني: عمله، (في عنقه)، يعني: أنه مُضافٌ إليه، وجعله في العنق من أجل قوة الملازمة؛ لأن الشيء إذا جعل دائرةً على العنق، تقوى ملازمته لمن هو فيه، فحينئذٍ يكون العمل ملازماً لصاحبه من وقت عمله إلى أن يعرض عليه يوم القيامة، كما جاء في هذه الآية: "وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)"[3]؛ فهذه الأشياء المسّطرة في كتاب عمله هي الطائر المذكور في قوله: وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فيعرض عليه يوم القيامة، ويجد دقائق الأعمال وجلائلها، كما في قوله تعالى: "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)"[4]. وبالله التوفيق.