حكم عمل المعاصي بعد أداء فريضة الحج
- فتاوى
- 2021-12-11
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3432) من المرسل السابق، يقول: ألاحظ كثيراً من الناس يؤدّون فريضة الحج؛ لكنهم إذا عادوا إلى أوطانهم مارسوا بعض المعاصي، فما توجيه فضيلتكم لهؤلاء؟
الجواب:
الشخص إذا حجّ أو اعتمر، فقد تقرّب إلى الله -جلّ وعلا- بهذا العمل، وقد قال رسول الله ﷺ: « الحج إلى الحج، والعمرة إلى العمرة، ورمضان إلى رمضان، والجمعة إلى الجمعة، والصلوات الخمس مكفراتٌ لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ». والله تعالى قال: "إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا"[1].
ولا شك أن الحج له فضلٌ عظيم، فقد قال ﷺ: « من حجّ فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ». فالحج له فضل عظيم، وإذا يسره الله -جلّ وعلا- للإنسان فعليه أن يشكر نعمة الله -جلّ وعلا-، ومن شُكرِ نعمة الله -جلّ وعلا- أن يلتزم طريق الطاعة، ويتجنّب طريق المعصية بعد حجّه؛ لأن الإنسان لا يدري متى يوافيه الأجل، ولهذا يقول الله -جلّ وعلا-: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"[2].
أما الناس الذين يحجّون للنزهة، أو يحجّون للعادة، وحجّهم هذا لا يؤثر عليهم، فقد يستعملون المعاصي في أثناء الحج ولا يبالون في ذلك، وهذا ليس هو الحج الذي قصده الرسول ﷺ بقوله: « من حجّ فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ».
ولكن على الإنسان إذا وقع في مخالفة أمر من أوامر الله، أو ارتكب معصيةً من الأمور التي نهاه الله عن الوقوع فيها، عليه أن يسارع إلى الله -جلّ وعلا-، وأن يتوب إليه، فإن باب التوبة مفتوحٌ، والتوبة تجِبُّ ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. وبالله التوفيق.