Loader
منذ 3 سنوات

حكم صيام الإثنين والخميس مع الأيام البيض


  • فتاوى
  • 2021-07-11
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (5648) من المرسلة السابقة، تقول: أصوم يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع، وأيضاً أصوم الأيام البيض من كلّ شهر إلا في حالة العذر لا أصوم. وأنا لا أجبر نفسي على الصيام. ويقولون: لا يجوز صيام الإثنين والخميس مع الأيام البيض، ويجب أن أختار أيهما، هل هذا صحيح؟

الجواب:

        هذه متعلقة بمسألة أن الشخص يفتي ويقول على الله بغير علم. والواجب على الشخص كما سبق في جواب السؤال الذي قبل هذا أن يتقي الله -جلّ وعلا- وألا يقدم على تحليلٍ أو على تحريم إلا بدليلٍ شرعي يدل على ذلك، ويكون هذا الدليل سالماً من المعارض. وإذا كان هذا الشخص المسؤول ليس عنده جوابٌ فإنه يحيل إلى غيره؛ لأن الله -تعالى- يقول: "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"[1].

        ومن المعلوم أن الناس يتفاوتون في عقولهم، ويتفاوتون في ذكائهم، ويتفاوتون في تحصيلهم العلمي، وفي نوع العلم الذي حصّلوه وفي كميته، ويتفاوتون في حياتهم العملية وما مرّ عليهم من الحوادث والتجارب، فعندما يُسأل الشخص عن مسألة عنده فيها علم وهو متيقنٌ منه فإنه يأتي بالعلم الذي عنده، وإذا لم يكن عنده علم فإنه يحيل إلى غيره من أهل العلم.

ومما يؤسف له أن بعض الناس يكبر عليه في نفسه أنه إذا سُئل يقول: لا أدري. والرسول كان يرد عليه بعض الأسئلة وينتظر نزول الوحي من الله -جلّ وعلا-، وهذا جاء في كثير من المواضع كما قوله -تعالى-: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى"[2]، "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ"[3]، "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ"[4].

        إلى غير ذلك من الآيات التي دلت على أنه يسأل وبعد ذلك ينتظر نزول الوحي، فإذا نزل الوحي تلاه على الناس. والعلماء هم ورثة الأنبياء، فلا يجوز على الإنسان أن يقدم على إعطاء حكم ليس لديه فيه بيّنة.

        وهكذا بالنظر إلى خلفائه الأربعة كان الواحد منهم عندما يسأل على مسألةٍ ليس عنده فيها علم قد يجمع بعض الصحابة الذين يتوقع عندهم علم في هذه المسألة ويسألهم عنها.

        وهكذا بالنظر لأئمة العلم من التابعين ومن أتباع التابعين.

        فعلى الشخص أن يتقي الله -جلّ وعلا- في نفسه. وبناء على ذلك كله فهذه الفتوى ليست بصحيحة؛ فالشخص عندما يريد أن يصوم الإثنين والخميس، ويريد أن يصوم أيام البيض على سبيل التطوع فهذا راجعٌ إليه. وإذا نذر ذلك فإنه يتأكد في حقه لعموم قوله : « من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه ».

        وعلى هذا الأساس عندما تنوي صيام هذه الأيام الثلاثة، ويصادف في بعض الأيام أن تكون عندها العادة فإذا طهرت فإنها تصوم بدلاً عنها خروجاً من خلاف أهل العلم في ذلك. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (43) من سورة النحل.

[2] من الآية (222) من سورة البقرة.

[3] من الآية (217) من سورة البقرة.

[4] من الآية (219) من سورة البقرة.