حكم قول: لم أشف إلا بكذا وكذا من العلاج
- توحيد الألوهية
- 2022-01-05
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (8337) من المرسلة السابقة، تقول: معلوم أن النفع والضر بيد الله -جل وعلا- ولكني أسمع بعض الناس ينسبون ذلك لغير الله، مثلاً يقول أحدهم، وقد كان مريضاً: لم أشف إلا بكذا وكذا من العلاج، فينسبون الشفاء للدواء، فما رأيكم بهذا الأمر؟
الجواب:
الأمراض أسبابٌ، وهذه الأمراض تحتاج إلى علاج، والعلاج أيضاً سبب من الأسباب.
أما بالنظر لحصول الشفاء فإن أراد الله -سبحانه وتعالى- أن يكون هذا الدواء شفاءً لهذا المرض بعينه، فإنه يشفى المريض، وإذا أراد الله أن هذا الدواء لا يكون سبباً في الشفاء من هذا المرض فإن الشخص قد يستعمله، ولكنه لا يشفى، فهذه الأمور ليس لها تأثير في ذاتها فمسِّبب الأسباب هو الله -جل وعلا-، وترتيب المسببات على أسبابها سواءٌ كان ذلك من جهة سنن الله الكونية، أو كان ذلك من جهة سنن الله الشرعية فترتيب المسببات على أسبابها هذا راجعٌ إلى الله -جل وعلا-، فيستعمل السبب، ولا يترتب عليه مسببه، ويُستعمل السبب، ويترتب عليه مسببه، فإذا أراد الله ترتيب المسبب على السبب حصل، وإذا لم يُرد الله ترتيب المسبب على السبب، فإنه يستعمل السبب ولكن لا يكون له أثر كما سبق ذكره؛ لأن هذه الأمور ليس لها تأثيرٌ في حد ذاتها، وبالله التوفيق.