الفتوى رقم (1863) من المرسل ع. م. م، يقول: يوجد في بعض القرى في المنطقة الجنوبية مقابر مجاورة للقرية، ويوجد سيارات للقرية من هذه المقبرة القديمة، وكذلك يتخذون طريق قدم على تلك القبور للوصول إلى مزارعهم، فهل هذا جائز، مع العلم أن بعض المنازل لا تصلها السيارات إلا عن ذلك الخط، وجهونا ووجهوهم جزاكم الله خيراً.

الجواب:

ما ذكره السائل له نظائر كثيرة في جهاتٍ مختلفة، وهو أن كثيراً من الناس عندهم جرأة على امتهان الأموات بطرقٍ مختلفة، وهذا أمر لا يجوز، فإن الأموات لهم حرمة، والأرض التي دفنوا بها حقٌ لهم،فلا يجوز لأحدٍ أن يتعدى عليها لا بالنسبة للبناء فيها،ولا بالنسبة لاستطراقها، سواءٌ أكان الاستطراق بالسيارات أو كان بالأقدام، وكذلك استعمالها مما يكون فيه إهانة للأموات كوضع الأشياء التي ليست بطيبةٍ في المقبرة، أو تسليط البهائم عليها.

وعلى كل أهل بلد أن يتنبهوا لهذا الأمر، وأن يتقوا الله جل وعلا فيما عندهم من الأموات، وأن يكفوا الأذى بجميع أنواعه عنهم، وأن يبلغوا الجهات المسئولة من أجل عمل ما يلزم نحو كفّ الأذى عنها، وكذلك تسويرها، فإذا حصل التعاون من الأهالي مع المسئولين، حصل المقصود من صيانة الأموات، ثم إن فيه أشخاصاً هداهم الله، عندهم جرأةٌ على التعدي، يعني أنهم يبنون على بعض الأمكنة التي فيها قبور، فعليهم أن يتقوا الله جل وعلا، وبالله التوفيق.