Loader
منذ 3 سنوات

حكم حفظ القرآن، وما حكم من حفظ منه شيئاً ونسيه؟


الفتوى رقم (7451) من المرسلة م.م.ي. من جمهورية اليمن-الحديدة، تقول: الذي يقرأ القرآن بدون أن يحفظه، هل يجب عليه أن يحفظ القرآن، وإذا حفظ منه شيئاً ونسيه فما حكم هذا الأمر؟

الجواب:

        الشخص يتعلم القرآن من جهة ضبط ألفاظه؛ بمعنى: إنه يقرؤه قراءة لا يترتب عليها خللٌ في المعنى، هذا في بداية الأمر، ويستمر على هذه الطريقة حتى يكمل القرآن، ويُكرر تلاوة القرآن.

        ومن الأمور التي يحسن التنبيه عليها -هنا- أن الشخص بالإضافة إلى قراءته للقرآن يكون لديه تفسير من التفاسير فإذا أراد أن يقرأ مقطعاً من القرآن فإنه يقرأ تفسير هذا المقطع بحيث إنه يعرف إذا كان في هذا المقطع نسخ، ويعرف سبب النزول، ويعرف الموضوع العام لهذا المقطع هل يشتمل على أوامر، وماهي الأمور التي أمر بها، وهل يشتمل على نواهٍ، وماهي الأمور التي نُهي عنها، أو يشتمل على ترغيبٍ وترهيبٍ، أو يشتمل على شيءٍ مما ذكره الله -جل وعلا- من القصص؛ لأن الله -تعالى- يقول:"لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ"[1]، فلا يكون هم الإنسان ترديد الحروف فقط، فعليه أن يتعلم معاني الآيات التي يريد أن يقرأها، وإذا أضاف إلى تلاوته نظراً أنه يحفظ القرآن عن ظهر قلبٍ بعدما يعرف تفسير الآيات التي حددها؛ فلا شك أن هذا خيرٌ على خير.

        ومن المعلوم أن القرآن كلام الله -جل وعلا-، ويُقال لقارئ القرآن يوم القيامة: « اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عن آخر آيةٍ تقرؤها »[2]، والقرآن يشتمل على ما يزيد عن ثلاثمائة ألف حرف، والرسول ﷺ يقول: « من قرأ حرفاً من القرآن فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف؛ ولكن ألفٌ حرف، ولامٌ حرف، وميمٌ حرف »، فهو بالإضافة إلى هذا الأجر العظيم فيه أمرٌ ونهيٌ وترغيبٌ وترهيبٌ وعبرٌ. وبالله التوفيق.



[1]  من الآية (111)من سورة يوسف.

[2] أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة(2/73)، رقم (1464)، والترمذي في سننه، أبواب فضائل القرآن(5/177)، رقم(2914).