Loader
منذ سنتين

أخته تعاكس وتخرج مع شباب ونصحوها ولم تستجب وتكذب على والدتهم، وتحلف عليهم الوالدة ألا يتدخلوا. ولما تزوجت أختهم أهل زوجها يعلمون أنها في طريق سيء، هل نعصي والدتنا ونؤدبها؟


  • فتاوى
  • 2022-03-05
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11928) من المرسل أ. م يمني من تعز، يقول : من خمسة عشر عامًا وأختي تقوم بالمعاكسات مع مجموعة الشباب، وتعدى ذلك إلى الخروج معهم ونحن لا نعلم، وعندما عرفنا قمنا بنصيحتها ولكن لا فائدة؛ بل عمدت إلى زرع الفتن بيننا وبين والدتي، فهي كثيرة الكذب وتكذب على والدتي حتى حرضتها علينا، فأصبحت الوالدة لا تُطيق رؤيانا، وتحلف علينا ألا ندخل. ولما تزوجت أختي هذه صدر شكوى من أهالي زوجها إلينا بسبب أعمالها المذكورة فحاولنا تأديبها؛ لكن والدتي تحول بيننا وبينها وتحلف على أمي كذباً، ماذا نفعل الآن تجاهها خصوصاً أن أهل زوجها يعلمون أنها في طريق سيء، ونحن لا نستطيع التدخل هل نعصي والدتنا في هذا ونؤدب هذا الفتاة؟

الجواب:

هذه المسألة لها نظائر كثيرة في المجتمع، والسبب الرئيسي في ذلك هو ما يحصل من أولياء المرأة من التشدّد في الطلبات المالية التي يطلبونها من الزوج. والرسول ﷺ قال: « يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء »، لكن هذه الاستطاعة عند الرجل قد لا تصادف من يقبلها. والرسول ﷺ قال: « إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوّجوه إلا تفعلوا تكن في الأرض وفساد كبير».

        ومن الفساد ما ذُكر في السؤال عن هذه البنت ؛ لأنها صارت تسير في طريق الفساد، وليس هذا خاصاً بالمرأة؛ فكذلك بعض الشباب إذا لم تكن عنده حصانة دينية في قلبه فإنه يسير على هذا المسار؛ وبالتالي يكون المجتمع قد وُجد فيه أفرادٌ من النساء ومن الرجال يحصل منهم إفساد أنفسهم من جهة، وإفساد غيرهم من جهة أخرى؛ إضافة إلى ما يحصل من الأمراض المترتبة على هذه الاتصالات التي ليست بشرعية.

        والواجب على أولياء أمور النساء أن يتساهلوا في الطلبات التي يطلبونها من الزوج. والمهم هو النظر إلى الزوج إذا كان مرضيًا في دينه وفي أمانته فلا يكلفونه في أصل المهر. أنا سألني شخص قال: إني خطبت ابنة من شخص فطلب مني سبعين ألفاً. يقول: هذا المبلغ خاص له، وذكر حق الأم، وحق الأخ وحق الأخت، وما إلى ذلك بما يمكن أن يزيد عن مائتي ألف؛ أضف إلى هذا المراسم التي يرتبونها من جهة حفلة الخطوبة، وحفلة الزواج، وحفلة بعد سبعة أيام، وحفلة عند أهل الزوجة؛ هذه كلها أمور ما أنزل الله بها من سلطان؛ فكثير من الشباب لا يستطيعون دفع هذه الأمور. والواجب هو التعاون بين أولياء النساء وبين أولياء أمور الشباب من ناحية التغاضي عن كثير من التكاليف الأولية من جهة؛ وكذلك التكاليف الثانوية. هذه لا حاجة لها أصلاً، وبهذا يُصان المجتمع، وأيضًا يكون فيه ثروة عظيمة من ناحية النسل والرسول ﷺ يقول: « تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة ».

        أما إذا حصل قضاء الحاجة بطريق غير مشروع فالواجب هو التعاون على البر والتقوى. وبالله التوفيق.