Loader
منذ 3 سنوات

حكم استئذان الخطيب في إلقاء خطبة الجمعة


  • الصلاة
  • 2021-06-22
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (509) من المرسل السابق، يقول: جاءنا مرة رجل وطلب أن يصلي الجمعة، فرفض الإمام، وبعد الصلاة تكلم، وأخذ يتكلم أكثر من ساعة ونصف على المنبر مما جعل في المسجد ضوضاء، وتكلم بعض الناس، وخرج، وترك الخطبة، ما حكم مثل هذا العمل؟ وماذا يُعمل مع أمثال هؤلاء؟

الجواب:

الأحق بالخطبة هو الإمام الراتب، فإذا جاء شخص واستأذنه من أجل أن يتولى الخطابة بدله ولم يأذن له، فهذا أمره راجع إليه؛ لأنه قد لا يأذن له لأمور يعرفها منه؛ إما بالنظر إلى عدم قدرته، أو بالنظر إلى عدم بصيرته، أو بالنظر إلى أنه يتصف بشيء من الفسق، أو بالنظر إلى أنه مشاغب، أو لغير ذلك من الأسباب التي تجعله مثلاً يمنعه، وليس لأحد حق في أن يعارضه في ذلك.

أما بالنسبة للكلام في المسجد بعد الخطبة والصلاة فهذا لا شيء فيه؛ ولكن على الشخص الذي يريد أن يتكلم أن يقتصد في كلامه؛ لأن كثيراً من الذين يتكلمون، يتكلمون في وادي والناس في وادي آخر، بمعنى أن الشخص لا يتكلم بكلام يرتبط في واقع الناس فالشخص الذي يريد أن يتكلم بإمكانه أن يأخذ مشكلة من المشاكل الواقعة التي هي مجال حديث للناس في مجالسهم، يأخذ هذه المشكلة ويبين حكمها في كتاب الله وفي سنة رسوله ﷺ وبعد ذلك يطبق هذه المشكلة على ما يدل عليها من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ ويقتصد في ذلك كما سبق التنبيه عليه.

 أما الشخص الذي يأتي ويتكلم، ويطيل الكلام، يكون كلامه مملاً، فبدلاً من أن يتصور أن الناس يستفيدون منه، فالأمر في الحقيقة في العكس؛ لأن الاستعداد الفطري للناس بوجه عام من ناحية تقبل الكلام الذي يسمعونه هذا الوقت في الحقيقة محدود وقليل.

فمن الناس من لا يستطيع أن يركز انتباهه ويستوعب الكلام الذي يسمعه إلا ربع ساعة أو ثلث ساعة أو نصف ساعة، وقليل منهم من يركز انتباهه ليستوعب ما يسمعه ساعة كاملة.

 فعلى المتكلم أن يحدد الهدف في بداية كلامه، وأن يقلل الكلام وأن يصيب الهدف في كلامه، وأن لا يتكلم كلاماً ينشأ عنه مشاكل فيما بينه وبين إمام المسجد أو فيما بينه وبين جماعة المسجد، وإذا حصل شخص على هذا الوجه يعني كلامه يترتب منه مشاكل، فقد جاءت الشريعة لسد الذرائع، فعلى إمام المسجد أن يتصل بالجهة المسئولة من أجل أن يمنع تكرر مجيء هذا الشخص لهذا المسجد الذي تكلم فيه وأشار فيه أو حصل مشاكل من كلامه وأن يؤخذ عليه التعهد في أنه لا يتكلم إلا في الأمور الواقعة ويقلل كلامه أيضاً يعني لا يتكلم كلاماً مملاً، ولا يدخل فيما يترتب عليه مشاكل، وبالله التوفيق.