Loader
منذ سنتين

كيفية التصرف مع الأم المصابة بالوسواس في كل شيء


  • فتاوى
  • 2021-12-18
  • أضف للمفضلة

 الفتوى رقم (4369) من المرسلة أ. ت، تقول: لي والدة مصابة بمرض الوسواس منذ 15 عام، يأتيها على فترات متفاوتة، مرة يكون شديدًا، ومرة يكون سهلًا نوعًا ما، وأصابها على كل طريقة؛ أولًا على الوضوء ثم على الصلاة ثم على العقيدة ثم الموت ثم المرض وأخيرًا على السعادة، وهي ولله الحمد امرأة صالحة تخاف الله ولا نزكي على الله أحدًا، وهي الآن تتوهم أنها مريضة، وأنها في شقاء، وأنها ستحرم أولادها بسبب هذا الشقاء، وتندد بعافيتها السابقة، ووصل بها الحد إلى أن تقول: لا أنا حية مع الحيين، ولا أنا ميتة مع الميتين. وهي ما شاء الله ولله الحمد سليمة عضويًا، نرجو من فضيلتكم أن توجهوا لنا كلمة حول هذا الموضوع، وكيف نتصرف معها ولعلها تستمع أيضًا فتستفيد؟

 الجواب:

        هذا السؤال يسأل عنه كثير عن طريق الهاتف، والوسواس هذا يعتبر من تسلط الشيطان على الإنسان؛ لأن الله -جل وعلا- يقول: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}[1] والشيطان يقول كما حكى الله عنه {لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا}[2] ويقول {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}[3] إلى غير ذلك من الآيات الدالة على تسلط الشيطان على بني آدم.

        وتسلطه عليهم له وجوه كثيرة، لكن منها تسلطه على ابن آدم من ناحية عقيدته، ومن ناحية عبادته مع ربه.

        هذه المرأة تحتاج إلى أن تكون عندها قوةُ إرادة بمعنى أنها لا تلتفُت إلى جميع هذه العوارض التي تعرض لها، فتتوضأ للصلاة مرة واحدة، وتصلي الصلاة مثلًا صلاة الظهر، أو العصر تصليها مرة واحدة يأتيها الشيطان، ويقول لها أعيدي الوضوء، أعيدي غسل العضو هذا ما غسلتيه، فبعض النساء قد تغسل العضو عشر مرات عشرين مرة، ويوهمها أنها لم تغسله.

        وقد سأل سائل فقال أدخل أتوضأ لصلاة المغرب من أذان المغرب ويؤذن العشاء وأنا أتوضأ لصلاة المغرب ما خرجت من الحمام، ولا شك أن هذا مرض.

        فواجب على الشخص أن يتنبه إلى هذه الناحية، وأن لا يكرر الوضوء، ولا يكرر الصلاة، والله -جل وعلا- يقول: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ}[4] فعليه أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، فتكون عنده قوة إرادة من جهة، ويستعمل الأدعية التي تحول بينه وبين الشيطان الرجيم فيستعمل الأوراد في الصباح وفي المساء ويستعمل الأذكار التي تقال بعد أدبار الصلوات. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (6) من سورة فاطر.

[2] من الآية (62) من سورة الإسراء.

[3] من الآية (82) من سورة ص.

[4] من الآية (200) من سورة الأعراف.