Loader
منذ سنتين

أمي تأمرني بضرب إخوتي إذا أخطئوا بحجة أنها رحيمة القلب، فأضربهم هل عليّ إثم؟


الفتوى رقم (10025) من المرسلة ت. م. ض من الجمهورية اليمنية - إب، تقول: أمي تأمرني بضرب إخوتي إذا أخطؤوا وأزعجوها بحجة أنها رحيمة القلب، فأقوم بضربهم كما تأمرني، هل عليّ إثم؟ وإذا كان علي إثم فماذا أفعل؟

الجواب:

        تربية الأولاد من أهم الأمور؛ ولكن ينبغي للمربي أن يربي الولد من جهة نفسه ومن جهة الولد ببيان الأمور التي يفعلها، وبيان الأمور التي يجتنبها. وقلت: من جهة نفسه؛ بمعنى: إن المربي يكون متخلقاً بالأخلاق الفاضلة، فلا يأمر ولده وهو يخالف هذا الأمر في نفسه، ولا ينهى ولده عن أمر ويفعل هذا الأمر الذي نهاه عنه؛ لأن الولد لا يمتثل لأبيه إذا كان بهذه المثابة: {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}[1] فيكون الأب على أخلاق فاضلة وبعد ذلك يبيّن لولده الطرق المحمودة والطرق السيئة، وبعد ذلك يحاسبه على هذه الأمور التي بيّنها، وإذا أخل بشيء من الأخلاق الفاضلة يبيّن له مرة، مرتين، ثلاثاً. وبالإمكان أنه يعاقبه بوسائل غير وسيلة الضرب؛ لأن الضرب قد يوقع في نفسه كراهية في البيت فيتحدث عند بعض أصدقائه، ويسوغون له الخروج من البيت، وبعد ذلك يجتذبونه إليهم، ويقع في أمر من المنكر أعظم من الأمر الذي يعاقب عليه في البيت. فأنا أرى أن الضرب يكون هو آخر حل، ولا يكون ضرباً مبرحاً؛ لأنه مهما أمكن ترغيب الولد بأبيه ولأمه ولمن في البيت ؛ يعني : ترغيبه ليكون البيت مستقراً له ومحبوباً عنده أحسن من الوسائل التي تستخدم معه وهم يريدون أنها وسيلة تربية؛ لكن في واقع الأمر هناك وسائل دونها تقوم بهذه المهمة. واستعمال هذه الوسيلة الشديدة تنفره عن البيت، وبعد ذلك يكون سلطانه بيده من وجه، وبيد شياطين الإنس من جهةٍ أخرى فتعظم المفسدة على هذا الولد، وقد يندم بعد فترةٍ من الزمن لكن حين ذلك لا ينفع الندم. وبالله التوفيق.



[1] الآية (3) من سورة الصف.