هل يجوز للإنسان أن يشتري شهادة جامعية، حتى يتحصل على وظيفة أو لدخول المسابقات التي تطرح عن طريق الدراسة في مجال الحاسب الآلي والطباعة وإدخال البيانات دون أن يلحق أي ضررٍ بأحد؟
- فتاوى
- 2022-01-25
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (9332) من المرسل أ. خ. س، يقول: هل يجوز للإنسان أن يشتري شهادة جامعية وهو لم يتحصل على هذه الشهادة بدراسة جامعية، علماً بأن مستواه الثقافي يعادل من عنده شهادة جامعية. وقام بشرائها حتى يتحصل على وظيفة دون أن يلحق أي ضررٍ بأي شخصٍ آخر حيث تحصل على هذه الوظيفة عن طريق المسابقة ونجح في اختبار المسابقة، ولكن من شروط المسابقة الحصول على الشهادة الجامعية، علماً بأن طبيعة العمل ليس له أدنى صلة بهذه الشهادة الجامعية؟
الجواب:
هذا السؤال راجع إلى قول الرسول ﷺ: « من غشنا فليس منا ».
ومما يؤسف له أن ما ذكر السائل هو صورة من صور الغش، وقد سألني رجلٌ فقال: أتيت بشهادةٍ جامعيةٍ في الهندسة مزورة؛ يعني: اشتراها. ويقول: الآن حصل عندي قلقٌ من ناحية الراتب؛ لأنه يقول: دخلت على أنني أحمل هذه الشهادة ورُتب لي الراتب على مقتضاها، فأجبته في وقته بما تيسر، ومن الصور -أيضاً- أن يعهد إلى شخصٍ أن يكتب له رسالة الماجستير، وكذلك بحوث الترقية؛ إلى غير ذلك من وجوه الغِش التي يترتب عليها حصول مالٍ.
ومن وجوه الغش ما يحصل من بعض المدرسين في الامتحانات، فمنهم من يعطي الطلاب الأسئلة قبل الامتحان، وبعضهم يبيعها على الطلاب، وبعضهم يتبرع بها وقد يبيعها على بعضٍ دون بعضٍ؛ المهم وجود هذا الأصل عند بعض المدرسين بصرف النظر عن مستوى التدريس: ابتدائي، متوسط، ثانوي، دراسات عالية، دراسات عُليا. يحصل فيها -أيضاً- غش في المناقشة، فيأتي الشخص المناقش للطالب ويخبره بالمواضع التي ستكون فيها المناقشة إما مقابل نقود يأخذها أو غير ذلك من وجوه المصالح، فهذا كله من الغش، فلا يجوز للإنسان أن يخدع الناس بأمر ظاهرٍ وهو في الباطن كاذب.
وهذا الشخص السائل هو كاذبٌ في شهادته، وبإمكانه أن يبلغ الجهة التي اختبر فيها أنه لا يحمل شهادةً في واقع الأمر مادام أنه أجاب عن الأسئلة. وبالله التوفيق.
الفتوى رقم (9333) من المرسل السابق، يقول: عندي استطاعة أن أدخل جميع المسابقات التي تطرح عن طريق الدراسة في مجال الحاسب الآلي والطباعة وإدخال البيانات وما يتعلق بالحاسب الآلي عن طريق المسابقة العملية والتطبيق العملي؛ ولكن دائماً يكون من شروط المسابقة الشهادة الثانوية أو الجامعية. لماذا هذه الشروط التي تقف أمام الأكفاء مثلي، فإذا قمت بشراء الشهادة فقط لتجاوز هذا الشرط، مع أني أجيد العمل إجادة تامة، فهل عليّ شيء؟
الجواب:
شهادة الإنسان لنفسه تحتاج إلى نظر؛ لأن هذه الشهادة هي تزكية لنفسه، ولو أنه أُخذ بما يراه هذا السائل لما كان بحاجة إلى جميع مؤسسات التعليم، فبإمكان الشخص أنه يتعلم ويأتي ويقول: أنا متعلم وعندي علم كذا. فوضع مراحل الدراسة من الابتدائي والمتوسط والثانوي والدراسات العالية إلى آخره؛ كلّ هذه من أجل أن الشخص يحمل وثيقةً تدل على الصفة التي يتصف بها، فالشهادة وسيلة دالة على ما وصل إليه هذا الشخص من غايةٍ علمية، وهذه الغاية العلمية لها وضعٌ في نظام الدولة، فكون الشخص يدّعي بأنه كذا وكذا وكذا، ولا حاجة إلى الشهادة مادامت الدولة واضعةً هذا الموضع لا يجوز له أن يتجاوز. ما الذي يمنعه أن يقول: أنا لا أحمل شهادةً؛ ولكني مستعدٌ بالإجابة عن الأسئلة التي تقدمونها لي. لماذا يخفي عليهم موضوع الشهادة؟ فالمقصود أن عمله هذا ليس بجائزٍ. وبالله التوفيق.