Loader
منذ 3 سنوات

حكم صلاة تحية المسجد أو النوافل بين العصر والمغرب


  • الصلاة
  • 2021-09-24
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1779) من مرسل لم يذكر اسمه، من المغرب، يقول: ما حكم صلاة تحية المسجد أو النوافل بين العصر والمغرب؟

الجواب:

هذه المسألة من المسائل التي اختلف فيها العلماء، وسبب الخلاف فيها يرجع إلى قوله ﷺ: « إذا دخل أحدكم المسجد، فلا يجلس حتى يصلي ركعتين » مع قوله ﷺ: « لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس، ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس »

 وكذلك الأدلة الأخرى التي جاءت دالةً على النهي عن الصلاة في أوقات معينة؛ كوقوف الشمس. فهذه الأدلة هي سبب الخلاف بين العلماء:

        1- فمنهم من نظر إلى إخراج خصوص الوقت من عمومه.

2- ومنهم من نظر إلى إخراج خصوص الصلاة من عموم الصلوات.

والذي عليه جمهور أهل العلم، وتقتضيه قواعد الشريعة، وله نظائر: أن هذه المسألة -وهي تحية المسجد- إذا دخل الإنسان المسجد وقت النهي فإنه يصلي ركعتين، وهذه من ذوات الأسباب ولها نظائر، منها: صلاة ركعتي الطواف؛ فإن الرسول ﷺ قال: « يا بني عبد مناف، لا تمنعوا أحداً طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة شاء من ليلٍ أو نهارٍ »، وهذا عامٌ في وقت النهي وفي غيره، « وكذلك رأى رسول الله ﷺ رجلاً يصلي ركعتي الفجر؛ يعني: يصلي راتبة الفجر بعد الفجر، فلما أخبره أنها راتبة الفجر سكت عنه ».

فهنا السبب أنه أخّرها؛ يعني: لم يتمكّن من صلاتها قبل صلاة الفجر، فالسبب -هنا- هو عدم التمكن؛ وكذلك بالنسبة لركعتي الوضوء، وكذلك ركعتا الإحرام، وكذلك قوله ﷺ: « من نام عن صلاةٍ أو نسيها فليصلّها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك ».

ومعلومٌ أن الصلاة يتبعها رواتب، قد تكون قبلها؛ كالفجر، وقد تكون بعدها؛ كالعشاء والمغرب، وقد تكون قبلها وبعدها؛ كالظهر، فإذا قام في وقت نهيٍ؛ فإنه يصلي الصلاة المفروضة، ويصلي الرواتب التابعة لها، ولو كان الوقت وقت نهي، وبهذا يتبين أن ذوات الأسباب تكون مستثناة من الأدلة التي جاءت دالةً على النهي عن الصلاة في أوقاتٍ معينة.

هذا الكلام كله بالنظر إلى تحية المسجد بعد صلاة العصر.

أما الشق الثاني من السؤال، وهو النوافل: فإنه لا يشرع للإنسان أن يبدأ تنفلا ًفي أوقات النهي، وهذا هو المقصود بقوله ﷺ: « لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس »؛ يعني: إن الشخص لا يبتدئ نفلاً، وكذلك لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، يعني: إنه لا يبتدئ نفلاً.

وبهذا يتبين أن ذوات الأسباب لا تدخل في هذا الحديث؛ وإنما المقصود منه، هو ما ليس له سبب أصلاً، وهو ما يراد منه التنفل فقط. وبالله التوفيق.