حكم من يهوى الموسيقى ويريد العزف عليها لوحده بدون حفلات
- فتاوى
- 2021-09-07
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1352) من المرسل السابق، يقول: أنا في الثامنة عشرة وأهوى الموسيقى، هل يُباح لي العزف على آلة موسيقية، علماً بأني أمارس ذلك وحدي دون حفلات؟
الجواب:
يقول الرسول ﷺ: « كلّ مولود يولد على الفطرة، فأبواه يُهوّدانه، أو يُنصّرانه، أو يُمجِّسانه »، فقصدت من إيراد هذا الحديث بيان أثر التربية على الشخص.
وهذا السائل إذا ربى نفسه على هذا الشيء الذي سأل عنه، فهذه تربية سيئة للنفس، ولها آثارها عليه وعلى البيت الذي يعيش فيه، وقد يتعدى أثرها إلى الأشخاص الآخرين بأنه قد يتطور أمر هذا الشخص، فيعزف على الأسرة في بيته، وبعد ذلك يعزف على أصدقائه، ثم يتطور الأمر فيكون عازفاً موسيقياً في جهاز الإعلام؛ وكذلك في إقامة الحفلات.
وعلى كلّ حالٍ فإن هذا العمل محرمٌ، لا يجوز للشخص أن يفعله ولو كان منفرداً بنفسه، والله -جلّ وعلا- لا يحرم شيئاً إلا إذا كانت مفسدته راجحةً على مصلحته.
وبهذا يعلم السائل أنه لا يجوز له فعله في أي حالٍ من الأحوال، وأنه إذا فعله بعد معرفة الحكم الشرعي فإنه يكون آثماً، وعليه أن يستغفر الله وأن يتوب إليه لعل الله يتوب عليه، وعليه أن يُشغل نفسه بالبديل الذي يؤجر عليه، فيُشغل نفسه في عبادة الله من صلاة، ودعاء، وقراءة قرآن، وقراءة الأحاديث النبوية التي يكون فيها صلاح دينه وفيها صلاح دنياه، وفيها مصلحة من جهة أسرته بأنه يكون قدوة حسنة لهم بدلاً من أن يكون قدوة سيئة؛ وكذلك بالنسبة لأصحابه والأشخاص الذين يعرفهم ويعرفونه وتجمعه معهم مناسبات بإمكانه أن ينقل هذه الأمور إليهم، وبهذا العمل يكون قد تسبب في حصول ثواب له في الآخرة على أعماله هذه، ونقّى نفسه وصفاها وأبعدها عن الأمور السيئة، وجعلها تسلك المسالك الحميدة؛ فالرسول ﷺ يقول: « كل الناس يغدو فبائع نفسه فمُعتقها أو مُوبقها »، فهذا الكلام يجري في الأعمال الصالحة من جهة، وفي الأعمال السيئة من جهة أخرى، وكلّ شخص من الناس يزاول أعمالاً سيئة يجب عليه أن يُقلع عنها، وأن يستبدلها بما فيه رضى الله -جلّ وعلا-، وما فيه مثوبة له في الآخرة. والله ولي التوفيق.