Loader
منذ سنتين

ما صحة نهي الرسول ﷺ عن البرد وضرورة اتقاء شره؟


الفتوى رقم (9273) من المرسلة أ. ط من ليبيا، تقول: ما صحة نهي الرسول ﷺ عن البرد وضرورة اتقاء شره، هل ثبت عن هذا شيء؟

الجواب:

        أنا لا أعلم في هذه اللحظة دليلا يدل على ما سألت عنه السائلة؛ ولكن من جهة قواعد الشريعة العامة أن الشخص لا يتسبب فيما يعود عليه بالضرر، ولا يتسبب فيما يعود على غيره بالضرر إلا إذا كان على سبيل المقابلة، ومعنى ذلك: أن الشخص يُعتدى عليه، والاعتداء عليه ضرر، وكونه يأخذ بحقه كما يقع في القصاص فإنه لا يكون عليه إثم؛ ولكن هذا الشيء هو ضررٌ بالنظر لمن اقتص منه، فقد ثبت عن رسول الله ﷺ أنه قال: « لا ضرر ولا ضرار ».

        فكلمة (لا ضرر) هذا نهيٌ عن ابتداء الضرر، ولا فرق في ذلك بين أن يبتدئ الإنسان الضرر في نفسه أو في غيره: فرادى، أو جماعة، أو أمة؛ هذا محرمٌ.

        وأما قوله: (لا ضرار) هذا بالنظر إلى الاقتصاص؛ بمعنى: إن الشخص إذا أراد أن يطالب بحقه فإنه يُطالب بحقه -فقط- ولا يزيد على ذلك، وإذا كانت عنده قدرة على أخذ الزيادة بنفسه دون أن يرجع إلى أحد فلا يجوز له أن يتجاوز حقه؛ لقوله -جلّ وعلا-: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ}[1]، وقوله -تعالى-: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا}[2]. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (126) من سورة النحل.

[2] من الآية (40) من سورة الشورى.