Loader
منذ سنتين

هل ورد عن النبي ﷺ قول: « من صبر على بلاء زوجته أدخله الله الجنة »


  • فتاوى
  • 2021-12-13
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (3853) من المرسل السابق، يقول: هل ورد عن النبي ﷺ قول: « من صبر على بلاء زوجته أدخله الله الجنة »[1]؟

الجواب:

        أنا لا أعرف أن هذا حديثاً عن الرسول ﷺ، ولكن المرأة قد تبتلى بالرجل، والرجل قد يُبتلى بالمرأة، ولكن لا يكون هذا الابتلاء على حساب الدِّين؛ لأنه إذا حصل تقصيرٌ من الرجل في أمور دينه ككونه لا يصلي، أو كونه لا يصوم رمضان، أو كونه يرتكب الفواحش في بيته، بمعنى: إنه يأتي بنساء إلى بيته، فهذا لا تصبر عليه الزوجة ويُقال: إنها مأجورة، وكذلك إذا علم من زوجته أنها ترتكب محارم الله، سواءٌ ارتكبت محارم الله في بيته، أو ارتكبت محارم الله خارج البيت، أو كانت لا تصلي، أو كانت لا تصوم رمضان، فهذه لا يُصبر عليها، لكن إذا كان هناك خلافات تقع بين الرجل والمرأة، ككون المرأة لا تكون رحبة الصدر وفيها حمق، وبعد ذلك يحصل بينها وبين زوجها بعض المشاكل، وتكون هذه المرأة قد أتت بأولاد من هذا الرجل، ويحتسب الأجر ويصبر على هذه الحماقة، لكنها لا تضره من جهة دينه. أو أن هذه المرأة يكون فيها شيء من التوسع في المصاريف، إلا أنها لا تصل إلى درجة أنها تصرف المال في محارم الله، ففي إمكانه أن ينصحها، وأن يؤدبها، ولكن لا يصل الأمر إلى طلاقها. وهكذا بالنظر إلى المرأة قد تبتلى بشخصٍ أحمق، أو يكون مُقصراً، وتكون قد أتت بأولادٍ منه، فهي تؤجر على صبرها عليه، وهو يؤجر على صبره عليها على ما سبق التمثيل له.

        المذيع: موضوع الأولاد، إذا ما ابتليت المرأة برجلٍ فيه من الصفات ما ذكرتم، أو ابتلي رجلٌ بامرأة فيها من الصفات ما ذكرتم، فماذا يقول فضيلة الشيخ عبد الله؟

        الشيخ: إذا كانت الصفات مما توجب الفرقة بينهما، فالله -جل وعلا- يقول: "وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا"[2]، فهو -جل وعلا- كريمٌ يتولى الأطفال، ولا شك أن الأطفال مسؤوليتهم على والدهم من ناحية النفقة، ومن ناحية الكسوة، وما إلى ذلك، إلا إذا كان لا يصلي، ولا يصوم، ولا خير فيه، فهذا يكون الأولاد عند أمهم، وعلى كل حال هذه مسائل لا تخلو من نزاع، قد يؤدي إلى أن كل واحدٍ من الزوجين يريد أن يتغلب على الآخر، وإذا وصلت الحال إلى هذا الوضع، فبإمكان الرجوع إلى الحاكم الشرعي، ليتولى الفصل بينهما. وبالله التوفيق.



[1] لم أجد من خرجه بهذا اللفظ، ووجدت عند الحارث في مسنده(1/309)رقم(205)، بلفظ: « ومن صبر على سوء خلق امرأته واحتسب الأجر من الله أعطاه الله عز وجل من الثواب مثل ما أعطى أيوب على بلائه »، وذكره الألباني في السلسة الضعيفة(2/90)، رقم (627).

[2] الآية (130) من سورة النساء.