حكم من فعل ذنباً فتاب منه، ثم عمل الصالحات فهل تمحو ذنبه؟
- فتاوى
- 2021-12-03
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (2313) من المرسل السابق، يقول: وقعت في ذنبٍ عظيم، واستغفرت الله منه وتبت، وأخذت أقرأ القرآن، وأصلّي، وأصوم، فهل التوبة تمحو الذنوب مهما كانت عظيمة؟
الجواب:
الله -سبحانه وتعالى- بيّن ذلك في القرآن في مواضع كثيرة جملةً وتفصيلاً، فمن التفصيل قوله تعالى: "وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ"[1]، فذكر التوبة -هنا- بعد ذكره لجملة من الذنوب المتنوعة، منها: الشرك الأكبر ومنها، ومنها... إلى آخره. ثم من ناحية الإجمال ما ذكره الله تعالى في قوله: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"[2]فبيّن الله -جلّ وعلا- في هذه الآية أنه يغفر جميع الذنوب إذا تاب الإنسان منها؛ ولكن على الإنسان أن يكون صادقاً في توبته.
أما التوبة التي يقولها الإنسان بلسانه، وقلبه معقودٌ على أنه سيتلبس بهذه المعصية، فهذه توبةٌ كاذبة، وليست بصادقة، والله تعالى يقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا "[3]، فلا تكون التوبة نصوحاً مع عقد الإنسان قبله على أنه سيعود إلى هذه المعصية؛ بل يجزم جزماً كاملاً، وهو لا يضمن لنفسه أنه لا يعود إليها، لا يضمن لنفسه أبداً، ولكن عليه أن يصدُق مع الله -جلّ وعلا-، ولو فرض أنه عاد إليها فيما بعد، مع أنه لم ينوِ ذلك عند التوبة، فعليه أن يجدد توبةً أخرى. وبالله التوفيق.