ما معنى: إذا دافع الإنسان الرياء ولم يستطع إزالته بالكلية فلا حرج في ذلك؟
- توحيد الألوهية
- 2022-02-12
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (11421) من المرسل السابق، يقول: بعض العلماء يقول: إذا دافع الإنسان الرياء ولم يستطع إزالته بالكلية فلا حرج في ذلك، ما معنى هذا الكلام؟
الجواب:
الإنسان يحتاج إلى النظر إلى الباعث الذي يبعثه إلى العمل الصالح أو القول الصالح أو بذل المال.
الرسول ﷺ جاءه رجل فقال: "الرجل يقاتل شجاعة، الرجل يقاتل حمية، والرجل يقاتل ليرى مكانه".
هذه أسباب ثلاثة باعثة على القتال: حمية شجاعة؛ وكذلك من أجل أن رفع منزلته في أعين الناس.
هذه ثلاثة أسباب أي ذلك في سبيل الله؟
فقال الرسول ﷺ مبيناً الباعث الشرعي: « من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله »؛ يعني: يكون الباعث على الجهاد هو رفع كلمة التوحيد. والرسول ﷺ قال: « من تعلم العلم ليماري به العلماء أو ليجاري به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس إليه لم يرح رائحة الجنة »[1].
فبناء على ذلك تكون هذه أسباب تجعله مثلاً يطلب العلم، لكن كلّ هذه الأسباب باطلة.
بناء على ذلك يحتاج الشخص إلى النظر في الباعث على العمل إذا كان الباعث على العمل فيه اتجاه إلى مقصد دنيوي، أو إلى مقصد معنوي، أو ما إلى ذلك؛ يعني: ليس بمقصد شرعي، فلابدّ أن يزيل هذا الشيء ويحل محله أنه يعمل العمل هذا لوجه الله -جلّ وعلا-.
هذا إذا كان الرياء هو الباعث على العمل، لكن الرياء قد يعرض للعمل، وإذا عرض للإنسان من ناحية عمله فعليه أن يستبعده؛ لأن هذا من نزغات الشيطان، والله -تعالى -يقول: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ}[2].
ولكن يحتاج الشخص إلى الانتباه وهو أن هذه الأمور التي تعرض له ينبغي أن ينتبه لها، وألاّ تعوقه عن القيام بالعمل مع قصد وجه الله من جهة، ومتابعة الرسول ﷺ من جهة أخرى؛ لأن هذين الركنين لا بدّ منهما في العمل من أن أجل أن يكون مقبولاً، ومن أجل أن يثاب عليه الشخص. وبالله التوفيق.
[1] أخرجه الترمذي في سننه، أبواب العلم، باب ما جاء فيمن يطلب بعلمه الدنيا(5/32)، رقم (2654)، وابن ماجه في سننه، باب افتتاح الكتاب في الإيمان، باب الانتفاع بالعلم والعمل به(1/93)، رقم(253).