Loader
منذ سنتين

أحرمت بالعمرة في أيام الدورة الشهرية وكانت العمرة الأولى، ثم يسر الله بعد ذلك عمرتين أو ثلاثاً، نويت الأولى منهنّ أنها عمرة الإسلام؛ ولكني لم أنوها قضاءً نتيجةً لجهلي؟


الفتوى رقم (7602) من مرسلة لم تذكر اسمها، تقول: أحرمت بالعمرة، وأنا في أيام الدورة الشهرية وكانت هذه هي العمرة الأولى لي، ثم رجعت إلى بلدي ولم أعتمر، ثم يسر الله لي أن اعتمر بعد ذلك عمرتين أو ثلاثاً، نويت الأولى منهنّ أنها هي عمرة الإسلام؛ ولكني لم أنوها قضاءً نتيجةً لجهلي، فهل يلزمني الآن شيء أم لا؟

الجواب:

        هذا يحتاج إلى معرفة هذه المرأة من ناحية هل اشترطت في العمرة، فإذا قالت: « فإن حبسني حابسٌ فمحلي حيث حبستني » وحصل لها ما يمنعها ولا تتمكن من أداء العمرة وتحللت فليس عليها في ذلك شيء.

        أما إذا كانت ما اشترطت فتحتاج -أيضاً- إلى النظر في وضعها من ناحية أنها هل هي متزوجة أو غير متزوجة، وإذا كانت متزوجة وحصل جماعٌ من زوجها عليها قبل أدائها العمرة التي ذكرت أنها نوت بها عمرة الإسلام، فإن العمرة الأولى فاسدة، وتكون الثانية هذه قضاءً لها بدلاً عنها، تكون هي الفاسدة لكن بعد ذلك تأتي بعمرةٍ تُحرم بها من الميقات الذي أحرمت به من العمرة الأولى، وعليها ذبح شاةٍ تذبح في مكة وتوزع على فقراء الحرم، ولا فرق في ذلك بين الجماع الكثير والجماع القليل. أما إذا لم يحصل جماع؛ فإن العمرة التي فعلتها تكون هي عمرة الإسلام، وعلى هذا الأساس لا تكون فاسدةً، بل تكفيها هذه العمرة، والعمرتان اللتان وقعتا بعدها تكون من باب التطوع، وبعد ذلك إذا كانت العمرة الأولى فاسدة وأتت بعمرةٍ بعدها فإن التي أتت بها هي بدلاً عن الفاسدة، وبعد ذلك تأتي بعمرةٍ أخرى هي عمرة الإسلام؛ أما إذا كانت المرأة غير متزوجة ولكنها عقد عليها قبل أن تأتي بالعمرة الثانية فإن العقد غير صحيح؛ يعني: قبل أن تأتي بالعمرة التي تقول: إنها عمرة الإسلام، لأنها لا تزال محرمة بالعمرة الأولى لأنها لم تشترط. وعلى هذا الأساس تكون محرمة بالعمرة الأولى، فإذا كانت قد عقد عليها عقد زواج قبل الإتيان بالعمرة فإن العقد غير صحيح، وإذا تم وحصل جماع فإن العمرة الأولى فسدت، ويجري فيها الكلام الذي جرى في المرأة المتزوجة قبل قليل؛ بمعنى: إن العمرة الأولى فسدت وأن عليها قضاءها بعمرةٍ أخرى، ثم بعد ذلك تأتي بعمرة وعليها ذبح شاةٍ تذبح في مكة وتوزع على فقراء الحرم.

        ومما يؤسف له أن كثيراً من الناس يتساهل في هذه الأمور ولا يسأل عند وقوع الحادثة؛ وإنما يترك الأمر مدةً من السنين وبعد ذلك تترتب عليه أحكامٌ كثيرةٌ. وبالله التوفيق.