حكم قضاء الصلوات في شبابه قبل محافظته على الصلاة، وعدد صلاة الوتر والسنن الراتبة
- الصلاة
- 2021-09-23
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1737) من المرسلة السابقة، تقول: إنني أصلي منذ إحدى عشرة سنة، وسمعت أنه يجب على المصلي أن يصلي الصلاة عندما كان شاباً، ويجب أن يعوضها الآن، هل هذا صحيحٌ أم لا؟ وأصلي الوتر أربعة أو ثماني ركعات هل يجوز أم لا؟ وأيضاً أصلي صلاة السنة بعد الفرض ركعتين أو ثلاثاً، وهل يجوز أن أصلي أم لا؟ أرجو أن ترشدوني حول هذه الأمور.
الجواب:
أولاً: إن الشخص إذا ترك الفرائض الواجبة عليه مدة طويلة؛ فإنه بهذا يكون كافراً، يُستتاب ثلاثة أيامٍ، فإن تاب وإلا قتل مرتداً عن الإسلام، وإذا رجع إلى رشده وصلّى في مستقبل حياته؛ فإنه لا يقضي ما مضى من تركه للصلاة؛ لكن عليه أن يتوب على الله، ويندم على فعله، ويعزم على عدم هذا الفعل، ويقلع من هذا الذنب.
ثانياً: إن الشخص في مستقبل حياته يتعاهد أداء الفرائض في أوقاتها جماعةً إذا كان رجلاً، وتتعاهدها في أوقاتها في البيت إذا كانت أنثى، فلا يؤخرها عن وقتها ويصليها جماعةً إذا كان ذكراً، ويحافظ -أيضاً- على رواتبها، فراتبة الفجر ركعتان قبلها، وراتبة الظهر ركعتان قبلها وركعتان بعدها، وبعد المغرب ركعتان، وبعد العشاء ركعتان. وقد جاءت -أيضاً- أدلة ترغّب في بعض الصلوات؛ كما في قوله ﷺ: « من حافظ على أربع قبل الظهر وأربعٍ بعدها حرّمه الله على النار »؛ وكما في قوله ﷺ: « رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربع ركعات »، وكما في قوله ﷺ: « صلوا قبل المغرب ركعتين، صلوا قبل المغرب ركعتين »، ثم قال في الثالثةِ لمن شاء؛ يعني: صلوا قبل المغرب ركعتين لمن شاء؛ للدلالة على أن هذا ليس بواجب. وكانت عائشة لتذكر من حاله ﷺ « أنه كان يُصلي أربع ركعاتٍ أو ست ركعاتٍ بعد العشاء قبل أن يأوي إلى فراشه ».
وكذلك بالنسبة لسنة الوضوء، وسنة تحية المسجد، فهذه يحافظ عليها الشخص.
ثالثاً: بالنسبة لصلاة الليل وما معها من الوتر، فقد كان ﷺ يحافظ عليها هي وراتبة الفجر، كان يحافظ عليها ولا يتركها في الحضر ولا السفر، وكان هديه ﷺ أنه يصلي إحدى عشرة ركعة، وفي بعض الأحوال يصلي ثلاث عشرة ركعة؛ لكن كان ﷺ يطيل في قراءته، وفي ركوعه، وفي قيامه، وفي سجوده؛ كان يطيل الصلاة.
فقول السائلة: إنها توتر بأربع ٍ أو بثمان، هذا لا يسمّى وتراً؛ وإنما يسمّى صلاة ليل بدون وتر، فالوتر هو ركعة يصليها الشخص بعدما ينتهي من صلاة الليل.
وأقل الوتر ركعة، وأكثره لا حدّ له؛ لكن قد بيّنت هدي الرسول -صلوات الله وسلامه عليه-، وهذا تطوّع بابه واسع، وكلّ شخصٍ له ظروفه وملابساته: حضراً وسفراً، ومرضاً وصحةً، ورغبةً في الخير إلى غير ذلك من الأحوال التي تعرض للإنسان؛ وكذلك على الشخص أن يصلّي -أيضاً- صلاة الضُحى؛ يصلي ركعتين، أو أربعاً، أو ستاً، أو ثمانياً، وبهذه الطريقة يكون الشخص قد تعاهد الفرائض، والرواتب، وصلاة الليل، وصلاة الضحى، وذوات الأسباب التي يشرع له أن يفعلها كما ذكرت من تحية المسجد، وكذلك ما ذكرته من ركعتي الوضوء. وبالله التوفيق.