كيف تكون قسوة القلب وما العلاج الأمثل لإزالتها؟
- فتاوى
- 2022-01-10
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (8956) من المرسلة السابقة، تقول: كيف تكون قسوة القلب؟ وما العلاج الأمثل لإزالة قسوة القلب؟
الجواب:
القلب للإنسان كالملك للرعية بالنظر لما يرد عليه وبالنظر لما يصدر منه، والجوارح التي جعلها الله في الإنسان مثل السمع والبصر واليد إلى غير ذلك، هذه كلها مؤثرة على القلب، فمثلاً إنسان نظر نظرةً محرمة، هذه النظرة تذهب إلى القلب وتؤثر فيه، إنسان صافح امرأة لا تحل له يذهب أثر هذه المصافحة إلى القلب، إنسان يستمع للأغاني هذا الاستماع يذهب أثره أيضاً إلى القلب، فكل ما عصى الإنسان معصية نكتت في قلبه نكتة سوداء، وتستمر هذه النكت باستمرار المعاصي سواء كان بفعل أمر محرم أو كان بترك أمرٍ واجب، وذلك بدون عذر شرعي حتى يصل القلب إلى أن يكون مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً، فقسوة القلب هي في الواقع ناشئة من ارتكاب الشخص للمعاصي، سواءً كانت المعاصي ترك واجب أو كانت المعاصي فعل أمر محرم.
والشخص المصاب بقسوة القلب عليه أن يبحث عن أسباب هذه القسوة، ويزيل هذه الأسباب، وبزوالها يرجع القلب إلى طبيعته هذا من جهة.
ومن جهة أخرى عليه أن يكثر من ذكر الله ومن تلاوة القرآن ومن فعل الطاعات، الواجبة مفروغٌ أنه سيعملها، ولهذا يقول -جل وعلا- في الحديث القدسي: « ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويديه التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها... » إلى آخر الحديث القدسي.
فبقدر ما يفعل الإنسان من الأوامر ويتجنب النواهي يكون قربه من الله، وبقدر ما يحصل في المخالفات في النواهي والمخالفات في الأوامر؛ بمعنى: أنه يترك الواجب عمداً ويفعل المحرم عمداً؛ يعني: ليس له عذر في ذلك فإنه يبتعد عن الله بقدر ما عنده من المعاصي، ونتيجة لذلك يقسو قلبه، وبالله التوفيق.