ما الذي يُعتمد عليه شرعاً في دخول الشهر وخروجه؟
- الصيام
- 2022-03-11
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (12528) من المرسل السابق، يقول: ما الذي يُعتمد عليه شرعاً في دخول الشهر وخروجه؟
الجواب:
من المعلوم أن من صفات هذه الشريعة الكمال، والله -سبحانه وتعالى- يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}[1].
فالله -سبحانه وتعالى- أكمل هذا الدين، وبناءً على ذلك فإن ما يحتاجه الناس لأمور دينهم ولأمور دنياهم؛ وكذلك لأمور آخرتهم كل ذلك موجود في القرآن وفي سنة الرسول ﷺ.
ولكن إظهار ذلك يحتاج إلى من يهبه الله -سبحانه وتعالى- موهبة في الدين من جهة، ويُعطيه علماً من جهة أخرى، فإن الرسول ﷺ يقول: « من يُرد الله به خيراً يفقه في الدين ». والله تعالى- يقول: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ}[2]، ويقول -جل وعلا-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا}[3].
ففيه علم يُحصله الإنسان ويستطيع أن يتصرف فيه تصرفاً علمياً، وليس تصرف مجرد كلام، أو تصرفاً عشوائياً. وفيه موهبة يضعها الله في قلب من شاء من عباده، ولهذا يقول -جل وعلا-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا}[4]؛ يعني: يكون عند الإنسان موهبة يفرق فيها بين الأمور؛ سواء نظر إليها من جهة أصلها، أو عينها، أو كميتها، أو كيفيتها.
فالموهبة صفة يضعها الله فيمن شاء من عباده على الكيفية التي يرى أن الشخص أهل لها. وبالله التوفيق.
[2] من الآية (282) من سورة البقرة.