Loader
منذ 3 سنوات

حكم الفطر في نهار رمضان بسبب الاختبارات


  • الصيام
  • 2021-06-19
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (330) من المرسل س.ط.د من العراق من ديالا، يقول: عندما كنت طالباً في الصف السادس الإعدادي صادف شهر رمضان خلال أيام الامتحان الوزاري، وفي الستة أيام الأخيرة من الامتحان لم أتمكن من صيامها؛ لأن المركز الذي نمتحن فيه يبعد عنا بمسافة تقرب من 80 كيلو ذهاباً وإياباً، وخشيت أن يرهقني العطش بحيث لا أستطيع معه القراءة خصوصاً أنها السنة الدراسية الأخيرة، ثم صمت الأربعة والعشرين يوماً الباقية من شهر رمضان علماً أني عزمت على قضائها بعد العيد مباشرة وكان في نيتي صيام الست من شوال، لكن بعض الناس قالوا: لا يجوز صيام الست من شوال إلا بعد العيد مباشرة وفعلا بدأت بصيامها، لكن خلال صيام الست من شوال قال لي آخرون: يجب عليك صيام الفرض أولا ثم تصوم بعدها الست من شوال، فغيرت نيتي على أن هذه الست أيام التي سأصومها هي لما فاتني من شهر رمضان، وبالفعل صمتها، ولكن حدثت ظروف لم أستطع بعدها صيام ستة أيام أخرى من شهر شوال، وقد سألت عالماً في منطقتنا، فقال: تكفيك هذه الأيام التي صمتها من شوال عما فاتك من رمضان وعن ست من شوال، فهل هذا صحيح؟ وهل صيامي صحيح؟

الجواب:

        أولاً: ما يخص فطر الأيام التي وقعت منك، وكذلك ما وقع من القضاء مباشرة بعد رمضان ليس عليك في ذلك شيء إلا إذا كنت في ستة الأيام التي أفطرتها قد عزمت الإقامة على هذه المدة فحينئذ يكون فطرك هذه الستة ليس في محله؛ لأن من نوى الإقامة في بلد أكثر من أربعة أيام فإنه لا يحق له أن يترخص برخص السفر، أما إذا لم تنو الإقامة أكثر من أربعة أيام فحينئذ تكون قد أخذت بالرخصة وليس عليك في ذلك شيء، أما إذا لم تكن من أهل الترخص فإنك تستغفر الله وتتوب إليه من هذا العمل.

        ثانياً: ما يخص ما ذكر لك من أن صيام ستة أيام من شوال لا بد أن تكون بعد العيد مباشرة، فهذا ليس بصحيح، بل الأمر في ذلك واسع، والمهم أن يصومها الشخص في شوال، سواء كانت في أوله أو في وسطه أو في آخره، متفرقة كانت أو متتابعة.

        ثالثاً: إن ما حصل من الكلام من جهة أنه لا يجوز لك أن تقدم صيام ستة أيام من شوال على قضاء رمضان، وأنك عدلت نيتك من صيام ستة أيام من شوال إلى صيام ستة من رمضان، فهذا عمل حسن منك، لكن مما يحسن التنبيه عليه أن الشخص إذا كان عليه فرض واجب من ناحية القضاء وكذلك من ناحية الأداء، وأراد أن يتنفل قبل أن يؤدي هذا الفرض، فهذا الفرض له حالتان:

        الحالة الأولى: أن يكون وقته مضيقاً، والوقت المضيق هو الذي لا يتسع إلا للفعل فقط، كصيام رمضان في المدة نفسها، فإن هذه المدة محددة لهذا الصيام، فلا يجوز للشخص أن يتنفل ويؤخر صيام شيء من رمضان.

        الحالة الثانية: إذا كان الوقت موسعاً بمعنى أنه يتسع لفعل العبادة الواجبة، وكذلك فعل ما يريد أن يفعله من التطوع من جنس تلك العبادة، كصيام ستة أيام من شوال قبل أن يقضي ما عليه من رمضان، فقد ذهب كثير من أهل العلم إلى جواز ذلك، وهذا مبني منهم على أن الوقت موسع، وأنه لا مانع من أن يتنفل، وإن كان عليه شيء واجب من جنس ذلك الفعل، أما إذا أراد أن يتنفل بشيء ليس من جنسه، فإن كان يترتب على ذلك التفويت؛ يعني تفويت الواجب عليه، فلا يجوز له، وإذا كان لا يترتب عليه تفويت ذلك الواجب عليه، فإنه لا مانع من ذلك.

والحاصل من ذلك كله:

        أنك إن كنت أفطرت الستة بناء على الرخصة، فليس عليك إثم وقد قضيتها، واشكر نعمة الله على ذلك، وبالله التوفيق.