الفتوى رقم (521) من مرسلين يمنيين يسكنان في طريق المدينة المنورة يقول أحد السائلين وهو أ.ج.م، والآخر ع.ح.أ، يقول في السؤال الأول: إذا طلبت المرأة الطلاق من زوجها دون أي سبب من الأسباب، ورفض الزوج ذلك، فهل يأثم؟

الجواب:

العلاقة الزوجية مبنية على التفاهم بين الزوجين، وبعض الأزواج أو بعض الزوجات يعيش مع الآخر على أساس عدم التفاهم، وينشأ عن ذلك مشاكل كثيرة، قد يكون المتسبب الزوج، وقد تكون المتسببة الزوجة.

ومن الخير في هذا الباب أنه إذا حصل خلاف بين الزوجين أنه يبحث عن الأسباب التي نشأ عنها الخلاف، وتُعالج هذه الأسباب من أجل استمرار الحياة الزوجية؛ وبخاصة إذا كان هناك أولاد من الزوجين، فإن حل المشاكل بالطلاق يرتب مشاكل أكثر، ومن ذلك أن يتشتت الأولاد، فالأم إذا طُلِّقت وتزوجت، فزوجها لن يرضى بأولادها من غيره؛ يعني: لن يسمح بمجيئهم إلى بيته وبقائهم عندها. ووالدهم إذا تزوج، فزوجته -أيضاً- لا ترضى ببقائهم عندها، وإن أبقتهم عندها فمع الكراهية لهم، وقد تسيء إليهم؛ إما إساءة مباشرة فيما بينها وبينهم عن طريق الإيعاز للأب تشوه سمعتهم عند والدهم؛ وبالتالي قد يطردهم يعني: يطرد الشخص الذي حصل فيه الكلام قد يطرده من البيت هذا إذا كانوا ذكوراً؛ وكذلك إذا كن بنات، فالأمر يزيد من جهة أن البنت ليس لها مخرج، فيحصل لها تعقد في نفسيتها، وبالتالي تكون لها صدمة في حياتها، فإذا تزوجت فقد تراكمت عليها المشاكل في نفسها، قد لا تنجح في هذا الزواج، والسبب في ذلك يرجع إلى عدم حكمة الأبوين في حصول فرقة النكاح، مع صرف النظر عن المشاكل التي قد تترتب على الأولاد.

والحاصل أن السائل ينبغي له أن يبحث عن السبب الذي من أجله طلبت زوجته الطلاق، وبعد ذلك يعالج السبب، وبالتالي لا ترغب المرأة الطلاق. وبالله التوفيق.