ما سبب ضعف الإيمان؟ وقوله: القابض على دينه كالقابض على الجمر، وبدأ الإسلام غريباً وسيرجع غريباً، فهل هذا صحيح؟
- الإيمان
- 2022-01-04
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (8318) من المرسلة أ. م تقول: ما سبب ضعف الإيمان؟ خاصةً أنني أحس قول الرسول ﷺ من طبقة مجتمعنا، وهو قوله: القابض على دينه كالقابض على الجمر، وبدأ الإسلام غريباً وسيرجع غريباً، فهل هذا صحيح؟
الجواب:
الله -سبحانه وتعالى- قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}[1]، وقال ﷺ: « افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق هذه الأمة على ثلاثٍ وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ».
ومن المعلوم أن هذه الشريعة شريعةٌ عامة كما قال -جل وعلا-: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}[2]، وكل واحدٍ من المكلفين سواءٌ كان من الجن أو كان من الإنس متوجهٌ إليه تكليفه بالأوامر والنواهي، وعليه أن يتعلم ما أُمر به وما نُهي عنه، حتى يعبد الله على بصيرةٍ، وقال ﷺ: « الإيمان بضعٌ وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق »، فما أمر الله به هو من خصال الإيمان ولا فرق في ذلك بين ما أمر به على سبيل الإيجاب، وما أمر به على سبيل الندب، إلا أن ما أمر به على سبيل الإيجاب هو من كمال الإيمان الواجب، وما أمر به على سبيل الاستحباب فهو من كمال الإيمان المستحب، وهكذا بالنظر إلى المحرمات، فما نهى الله عنه على وجه التحريم فتركه من خصال الإيمان، وما نهى عنه على سبيل الكراهة فتركه من خصال الإيمان، إلا أن ترك المحرم من خصال الإيمان الواجب، وترك المكروه هذا من خصال الإيمان المستحب.
وعلى هذا الأساس فالإيمان يزيد وينقص، لكن يزيد بعمل الطاعة، وينقص بفعل المعصية، فكلما حصلت معصيةٌ من الشخص حصل منه نقصٌ في إيمانه بقدر ما حصل عنده من المخالفة، وقد تكون المخالفة التي تحصل منه قد تنقله عن دين الإسلام يعني، بمعنى أنه يكون مرتدّاً عن دين الإسلام، وكثيرٌ من الناس يسعى في هذه الحياة، ويزاول أعمالاً، ولكنه لا يتنبه إلى هذه الأعمال: هل هي تنفعه عند الله أم أنها تضره؟ كون همه هو الحصول على الشيء الذي يرغبه، لكنه لا ينظر في هذا الأمر الذي يرغبه هل هو مما أباحه الله أو مما نهى الله عنه.
وعلى هذا الأساس يحصل عنده نقص من الإيمان بسبب كثرة ما عنده من المخالفات، ولا يتنبه لذلك.
والمقصود هو: أن الشخص يتنبه إلى أن زيادة الإيمان ونقصانه بحسب ما يحصل من الشخص من الامتثال، يحصل منه زيادة، وما يحصل منه من المخالفات يعني من المعاصي، هذا يحصل نقص في الإيمان، وكل شخصٍ يراقب نفسه، فقد قال ﷺ: « اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك ، وحياتك قبل موتك ، وصحتك قبل مرضك ، وفراغك قبل شغلك ، وغناك قبل فقرك »[3] فالشخص يغتنم الفرص، وبالله التوفيق.