حكم سب الشيخ محمد بن عبدالوهاب والطعن في كتاب التوحيد
- توحيد الألوهية
- 2021-06-19
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (344) من مجموعة من الإخوة من السودان، يقولون في سؤالهم: عندنا قاضٍ يطعن ويسب في الإمام محمد بن عبد الوهاب، ويذكر أنه ادّعى النبوة، ومات بغير توبة، ويحث الناس على أن يقتلوا كلّ شباب المسلمين الذين اقتفوا أثره بكتاب التوحيد الذي كتبه، فبم تجيبون على مثل هذا؟
الجواب:
الشيخ محمد بن عبد الوهاب، رجل أظهره الله -جلّ وعلا- في ظروف عمّ فيها الجهل والظلم والشرك، وفي الظروف التي ظهر فيها هذا الرجل، يسّر الله له التكوين العلمي، مع ما فطره الله عليه من التكوين الفطري، فقد جمع الله له بين الإعداد الفطري وبين الإعداد العلمي.
وهذا الإعداد العلمي مأخوذ من القرآن والسنة، ومن فهم كلام الصحابة والتابعين وأتباع التابعين، وسائر سلف هذه الأمة.
وهو رجل لم يدّعِ النبوة كما ذكره السائل عن هذا الشيخ، فهو في الحقيقة رجل مصلح، أقام الله به الحجة على الناس في وقته، وقد نفع الله بدعوته -وبخاصة في باب التوحيد وفي باب الإيمان- في نجد، وفي الجزيرة العربية، وفي بلدان كثيرة من بلدان العالم.
فهو رجل مجتهد يريد الحق لنفسه، ويريد الحق للناس يدعو الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وإلى الإيمان به، وإلى نبذ الشرك، وإلى تحكيم كتاب الله وسنة رسوله ﷺ في أمور الناس.
وعلى هذا الأساس المتين الذي قام عليه محمد بن عبد الوهاب : انتصب له أعداء في وقته ، وانتصب له أعداء بعد وفاته.
ومن المعلوم ما حصل من عداوة بعض الأمم الكافرة بينها وبين الرسل الذين دعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وإلى الإيمان به، وهذا موجود في القرآن، وموجود في سنة الرسول ﷺ، فما وقع بين بني إسرائيل وموسى، وما وقع بين النصارى وبين عيسى بن مريم، وما وقع بين نوح وقومه، وبين إبراهيم وأقرب الناس إليه وهو أبوه، وما وقع -أيضاً- بين هود وبين صالح وبين قوم كلّ منهما، وهذا موجود في القرآن كما سبق.
وبما أن هذا وقع بين الرسل وبين الأمم التي أرسل إليها هؤلاء الرسل، فلا غرابة أن ينتصب أعداءٌ للشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-؛ سواء أكان ذلك في وقته، أو كان ذلك بعد وقته.
ولا شك أن كلّ شخص ينتقص حقه ممّا يتعلق بعلاقته بدين الله
-جلّ وعلا-؛ سواء أكان ذلك في مقام التوحيد، أو مقام الإيمان؛ وكذلك في مقام الفقه والتفسير والحديث وسائر العلوم التي مكّنه الله منها. لا يخلو من واحد من أمرين:
الأول : إما أن يكون هذا الشخص جاهلاً في دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب :.
الثاني : وإما أن يكون عالماً بدعوته؛ ولكنه حاسد وحاقد.
وعلى كلّ حال فهذا رجل مصلح هيّئه الله تهيئة كونية وتهيئة دينية، وأقام به الحجة على الناس في ذلك الوقت، ولا يزال الناس ينتفعون بدعوته إلى يومنا هذا.
فالشخص الذي يعترضه أنصحه بأن يعود إلى رشده، وأن يستغفر الله من ذنبه؛ لأن هذا ذنب عظيم وافتراء لا مبرر له بأي وجه من الوجوه.
وهذا الكلام الذي تكلمته عنه هو كلام قليل جداً بالنظر إلى وقت البرنامج؛ وإلا فقد قيّض الله أناساً كثيرين في وقته، ولا يزالون إلى الآن يذبّون عنه، وقد ألفت الكتب الكثيرة من مسلمين ومن غير مسلمين يبيّنون أنه رجل مصلح، وأنه يدعو الناس إلى دين الله: إلى كتاب الله، وإلى سنة رسوله ﷺ.
ومن أراد المزيد من ذلك فأنا أنصحه أن يكتب إلى بعض ذريته الموجودين الآن، وأن يطلب منهم بعضاً مما كُتِب في هذا الرجل من جهة بيان أنه رجل مصلح، وأن الذين يقدحون فيه إنما هم في الحقيقة مغرضّون، أو إنهم يجهلون حقيقته. وبالله التوفيق.