الفتوى رقم (11081) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: أنا حارس أمن في أحد المصانع ومعي في البوابة موظف مسؤول عن مراقبة العمال في وقت دخولهم وخروجهم أثناء ما يسمى بإدخال الكارت في الجهاز، ولما شق على أكثرهم إدخال الكارت طلب العمال من الموظف أن يقوم هو عنهم بإدخال الكارت على أن يعطيه كلّ واحد منهم عشرة ريالات شهرياً، وليس هنا الإشكال؛ وإنما الإشكال أن العمال الذين يدفعون عشرة ريالات يخرجون -أحياناً- قبل انتهاء الدوام بعشر دقائق تقريباً؛ باعتبار أن هذا الموظف هو الذي سيقوم بإدخال الكارت الذي يبيّن تمام انتهاء الوقت، والذين لا يدفعون -وهم قليل - ينتظرون حتى إتمام الوقت لإدخال الكارت بأنفسهم. وأمر آخر قد يتصل أحد العمال بالموظف المسؤول، ويطلب منه إدخال الكرت وهو لم يأت بعد فيستجيب له، سؤالي : هل هذا العمل حلال أم حرام؟

الجواب:

        هذا داخل في عموم قوله تعالى: {لَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[1]، هذا تواطؤ بين الموظف وبين هذا المسؤول البواب على أمر محرم، فهذا من باب الغش. والرسول ﷺ يقول: « من غشنا فليس منا ». فهذا غش للشركة من جهة أن الموظف يقصّر في الوقت من بدايته، ويقصّر في الوقت من نهايته، ويُظهر للشركة أنه كان موجوداً في جميع الأوقات من بدايته إلى نهايته وهذا غير صحيح، فهم لا يجوز لهم أن يدفعوا، ولا يجوز هذا العامل أن يأخذ منهم شيئاً، وإن أخذ منهم شيئاً فهو محرم. ومن كان على علم بذلك فيجب عليه أن يبّلغ الشركة؛ لأن تبليغ الشركة من التعاون على البر والتقوى. وبالله التوفيق.