إلقاء خطبة يوم الجمعة من الخطب الموجودة في الكتب القديمة
- الصلاة
- 2021-09-24
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1813) من المرسل السابق، يقول: خطباء الجمعة في بعض القرى ما زالوا يلقون الخطب الموجودة بالكتب التي مضى على كتابتها مئات السنين، في حين أن المواطن بحاجةٍ إلى خطبةٍ تعالج الأحداث والمواضيع الأسبوعية والشهرية، حتى يستفيد المواطنون من رأي الدِّين في المشاكل التي ظهرت في العصر الحديث. أرجو أن توجّهوهم جزاكم الله خيراً.
الجواب:
أخطا السائل في كلمة في رأي الدِّين؛ لأن هذه الكلمة لا ينبغي أن يذكرها الشخص.
وأما من ناحية الموضوع فأئمة المساجد لهم جهةٌ مختصة في البلدان التي ينتسب أهلها إلى الإسلام، وكذلك البلدان أو البلاد التي تحكم شرع الله في دقيق أمورها وجليله، وهناك جهة مسؤولة في الدولة عن المساجد؛ سواءٌ كانت هذه المساجد تقام فيها الجمعة والجماعة، أو الجماعة فقط.
وتعيين الأئمة هذا يُرجع فيه -أيضاً- إلى الجهات المسؤولة؛ يعني: توجيه الخطباء بالنظر إلى تحديد الموضوعات هذا في الحقيقة يحتاج إلى جهودٍ عظيمة، فخطيب المسجد لا بدّ أن يعرف مدى تأهيله العلمي، فإذا كان جامعياً وكان متخصصاً في علمٍ من علوم الشريعة، فتوجيه هذا سهل، وإذا كان الشخص ليس متخرجاً ليس جامعياً؛ وإنما أخذ الخطابة عن طرق تقليدية، فهذا قد يكون من الصعوبة توجيهه، وبإمكان وزارة الحج والأوقاف في هذه البلاد -مثلاً- أن تقف على حقيقة كلّ شخصٍ يقوم بالخطابة؛ سواءٌ كان متفرغاً، أو لم يكن متفرغاً.
وبإمكانها أيضاً أن تطلب من الأئمة أن يقترحوا موضوعات، وتشكّل لجنة عندها في الوزارة للتنسيق بين ما يردها من اقتراحاتٍ فيما يتعلق بالخطب، وبالتالي بإمكانها أن تستخلص العناوين التي لها علاقةٌ في واقع الناس على حسب اختلاف الزمان، وعلى حسب اختلاف المكان، وعلى حسب اختلاف مقتضيات الأحوال.
ثم بعد ذلك تعمّم على كلّ منطقةٍ من المناطق ما يناسبها من العناوين، وهذا ليس معناه أن الخطباء المشهورين كخطباء الحرمين الشريفين -مثلاً- لا يحتاجون إلى توجيه؛ لأنهم على مستوى عالٍ من المعرفة من جهة، ومن الدراية والحنكة والدقة من جهةً أخرى؛ ولكن يوجد أشخاص يحتاجون إلى توجيه، وإلى رعاية، وإلى مراقبة من أجل قدرتهم على أداء المهمة من جهة، ووفاء ما يأتون به من جهة معالجتهم للمشاكل الموجودة في المحيط الذي يعيشون به؛ عندما تبلغهم الوزارة في العناوين التي لها مساس في واقع حياتهم.
أما حصول الإهمال بحيث إن الشخص عندما يصعد إلى المنبر يكون الخيار له من ناحية أنه قد يأتي بموضوعٍ لا يناسب الحاضرين مطلقاً، ولا يناسب واقع الحال؛ يعني: المجتمع الذي يعيشون فيه ولا يناسبهم مطلقاً، فقد يأتي بموضوعٍ غريب عنهم، وقد يتكلّم بما لا يتفق مع مستوى الحاضرين في الثقافة؛ لأن الناس يختلفون في ثقافتهم، فالموضوع لا بدّ أن يكون ملائماً للحاضرين من ناحية مستوى الفهم، ولا بدّ أن يكون بناءً من جهة أنه يعالج شيئاً من المشاكل التي يعيشونها، أو أنه يعلّمهم أمراً من أمور دينهم؛ كأن يعلّمهم كيفية الطهارة والصلاة، وما إلى ذلك. بهذه الطريقة يكون قد أدّى مهمته على الوجه الأكمل، وصار قدوةً حسنةً لمن يستمع إليه، ويتنبه إلى الطريق الذي سلكه. وبالله التوفيق.